عشق الشرفاء . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : نواف العطا - مشاركات : 4 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2916 - )           »          كون يغلي؛ (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 4 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3473 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 266 - )           »          حين يصبح الرجل سندا لا قاضيا ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          الهدم القيمي والإحلال . (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 591 - )           »          تعب وجروح !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75386 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-2012, 02:49 PM   #1
بشرى المطر
( كاتبة )

الصورة الرمزية بشرى المطر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

بشرى المطر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي عشق الشرفاء . .



-




كلنا ندرك تماما بأن الوقت الذي نقضيه في تدارك أزمة ما قد يتضاعف ويضاعف في قلوبنا آثار الازمة
منذ زمن لم أبكي , ولم ألمس سور بيتك العتيق , ولم أتناول قهوتي في الحي القديم
لم أخبرك يوما بأن الأقوياء حزنهم صعب جدًّا , إنهم لاينهارون ولكنهم يتهشمون من الداخل
إنهم لايذرفون الدموع ولايتنهدون ولا يتحدثون , يظلون صاميتن حتى ينتهون تماما
ولم أخبرك أيضا بأنني كنت قادرًا على الرحيل إليك , واجتياز المسافات البرزخية , ولكن الأرض تحتاجني

إنها الحرب ياعزيزتي ..
الحرب جعلت مني رجلا آخر , تتسيده القرارات الصعبة , وتهزمه الأمور المتعلقة بالعاطفة .
استطيع القتل , لكني ابتعد عن لمس الأشياء الضعيفة التي قد تكسرني “كأنت ” مثلا .
أقاوم الحر والجوع والشمس والبرد , لكني لا أقاوم دمعتك , وربما ينتهي أمر قوتي بيد ضعفك .
إنها الحرب ..
شكلت أناسًا يظهرون عكس مايخفون , ويخسرون أكثر مما يربحون ..
وأنتِ اول خسائري , التي لم أجد بعدها للنصر لذة .

-
أنا لست ناقما على الأرض التي أدافع عنها , انت لم تسمعي بعشق الشرفاء لأوطانهم ومناضلتهم لإبقائها حرة , وأنا عاشقٌ للوطن ..
عشقٌ أعزّني أمام قومي , وأذلني أمامك .
نحنُ ولدنا في هذه الأرض , وربونا على صوت القذائف , وحضرنا أعراس الدم , وبكينا على الجيران والأطفال , نحنُ ولدنا لهذه الأرض وسنموت منْ أجلها ..
ولكن ياعزيزتي ..
أحدنا فطم حب الأرض , والآخر لايقوى الفطام .
أنتِ أحببت الحب بعيدًا عن الأرض , وأنا جبلت على حب الوطن .. والجبلة لاتتبدل .
ليتك عندما رحلتُ بحثتِ عن حياتك .
لكنك استقبلتي المرض برحيلي , واحببتني أكثر مما كنتِ عليه !
برقياتك لم تكن تصلني , كذبوا عليك لتكرهيني , ولكن حبك ازداد .
كنتِ تتذكريني كلما فكت جدائلها الشمس , كنتِ تصلين كثيرًا حتى ينجيني الله من الموت ,
كنتِ تدقين أبواب الليل بجسدٍ ضعيف وتبكين حتى يغشى عليك .
حبّك لي أنجاني من الموت , واعادني من الحرب .
ولكنه أخذك ياصغيرتي ..
أخذك مني الحب إلى البرزخ ..

-
لم أفي بما وعدتك , ولم ندخل زحام الحياة معًا , ولم نشتري الأشياء الصغرى , ولم نتشارك الوسائد ولا أكواب القهوة .
كانت الحياة تمشي سريعًا , وكان عليّ الفداء ..
يخيّل إليّ أني لم أعش الحياة , يخيّل إلي أن الذكرى ستصبح وشمًا على ذاكرتي ..
لا الليمون ولا الزيتون ياعزيزتي اغتال ألم رحيلك من صدري ..
أنا واقف على ذاتي , أسرّح تراب قبركِ ..
أنا أريد إخبارك بأن الوطن أنتِ , والوطن أن أعود المساء لنحتسي القهوة معًا , والوطن لنا ولأبنائنا ,
لكنك لم تتريثي حتى أخبرك , غيرتك من الوطن وحبك أماتكِ ..
كلّ مايربطني بالوطن رائحة التربة , وقصص الفداء , ودم جدي الذي يجري في دمي ..
علموني أنا أحبّ الأرض وافديها ..
علموني أن أنظف الأرض من وحل اعدائها , تحدث عن ذلك شيخُ قبيلتنا , وكنتِ أنتِ متأثرة بما يقول وتبكين ..
فمالذي غير شعورك تجاه الوطن !
أنا كنتُ أخشى أن يضيعَ زماننا , وتشيخَ عروبتنا , وينسفَ التاريخ أصولنا ..
أنا أحسنتُ القتال , فقتلتكِ دون أن أعلم ..
أنتِ درسٌ في الوفاء , وأنا درسٌ في الولاء ..
الذين يخطئون هم الذين يحزنون , وأنا لم أخطئ .. فلمَ أنا حزين !
عندما كان الجميع يهتف الوطن الوطن الوطن , يلوحون بالأعلام والالوان
وأنا كنتُ ألوح بحبّك , واهتف ” الوطن أنتِ ” ..
إنك في قلبي عصفورة بيضاء , سجنها الحب حتى ماتت , انني امسح الدمع بمناديلك
وأقف تحت الشباك العتيق , وأقطف الأزهار , أسقي شجرة الليمون , واطعم الحمام , واعود في المساء !!
أحاول أن أثبت لكِ بأنني جيدٌ جدًّا , وصالحٌ جدًّا ..
أحاول أن أفهم لمَ رحلتي وأنتِ تعلمين أن حياتي كانت مقسمة نصفين , أنتِ والوطن !
تركتني قمرًا يتسول بين العيون , صببتي الشمس في صدري لأحترقَ من الألم ..
أنا الآن راحلٌ عن قبركِ , ذاهبٌ للاستشهاد ..
فالأحجار والطين والشباك يذكرنِي فيكِ , وأنتِ جبين هذا الوطن , وجبهة النصر , وقاع المدينة ..
وأنا اكتشفتُ الوطن فيكِ فلم يقنعني النصر بعدكِ ..
صدأ فكري وأنا أناضل من أجل حريتي , وأنا أقرأ أسماء من فقدوا أرواحهم من أجل الفداء وأريد الإنتماء إليهم ..
حبّك لي انقذني واعادني , وحبّي لك سيأخذني إليكِ ..
أنا إنْ أتيتُ , سأطلبُ من الله أن تكونِي حوريتي , وأن يجمعني بكِ وبالوطنْ ..
فالشهداء لايموتون , إنهم يحيونَ لما ماتوا عليه ..


* بشرى المطر




 

بشرى المطر غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.