قد تتفجَّر مرونة الأشياء بلا وَقتها إلى عبارة مضنية , وقد يبتلع الانتظار مؤق الحاجة , ولكنَّ عصمة الأرض تدور والمَطر يستغلّ بقعة الروح ليسقط ثمره بكلّ هدوء في مَثوى الاتِّزان .
ما مَسَّني يوَم جاهرتُ بقلبِكِ مِحنتي مضغ الفُصام
هيَّج رغبة المُلتقى بسطوة الخُشوع
إذ تمادت بنا حواريّ الأفق
حين استغابت مِن صياصينا ختمة العيون
كنتِ فيلق نوارس يبتدع لَحن الذُّهان
يأخذ قامتي صَوب فراغ ينشد المدى
يقفل ختمة صَوتي بحلو الصَّمت المريد
فأنحاز بلا صيغةٍ عِند وقتِ عينيك بلا ظلّ
بلا اتّجاه
بلا تفاصيل
وأنهي حاجة الاتّساع !
يمزَّقني من تباريح الآت إنتظارك
فألملم قطع اللَّيل من حانة القَمر
رقصا ً أهوج الابتداع هيمنة
يتمايل نحوه النَّدى
حين يستقيم فجر الورود
كيفَ وظَنّ اليقين لايُفترى
من غزل عينيك بلاغي المنثور
يعصم فتنة القلب عَن الهوى
ووجهك الآتِ من قمَّرة
يصنع التأويل
وأشباه صورة كاملة
مُزج فيها اللَّون بدقَّة عاثرٍ
أسقطته فرشاة الدَّهر مِن أروقة العبور
ونما عِند حاجبيه وَضَحُ نَهجك
فأقفل لغته عَنك صرف استبصار
وتهادى بثقلٍ يركل ضيعة الكلمات
ينادي عليكِ في الذّاكرة حرفا ً
وجملا ً باردة
وعتيد نَوح مَسَّه الشَّوق قرون احتياج
يا خطوطِ اليد في عينيّ حبيبتي
ما شَكل ملامِح الطّغاة المغالين في قلب إمرأة
أودعت حِمل انوثتها شقاوة مأربي
فازادن طفل الرّوح عذب اقتنائها
بلا استرسال لعاديات الأمور
وانتحرت نتيجة الأشياء قاطبة
لأنّ القَلب في الحَنين مأسور
إنَّه صندوق الفؤاد يستقي , من نبع الامتثال معالما ً
يصنع من الأحزان كفَّ حبيب
يعانق أرتال البُكاء تواضعا ً
علّ ملمس خدّها يعطس حُزنه
فيعيد لوجهها معنى الحضور .!
::