عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 429 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 75398 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 607 - )           »          وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 3 - )           »          محاورة من تويتر | مع خالد صالح الحربي (الكاتـب : تركي الحربي - مشاركات : 2 - )           »          شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 9 - )           »          غب يا هلال أو لا تغب ..سيان .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 11 - )           »          في داخلي شيخ غفا على كف طفلة (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 25 - )           »          أشرق الفجر (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2014, 11:43 PM   #1
حسن حمامرة
( سوا ربينا )

افتراضي عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!!


أعرف أنني قد قصرت بحقك يا فاكهة عمري ، صمت كثيرا عن مناولتك أقراص السكّر ، وكأس ماء ( الستانلس ستيل ) آناء الليل وأطراف الصباح ،
وغاب عني ، بل غيبتُ عني تحضير إفطار لك قبيل صلاة الضحى ، ضيعتُ ابتسامتي في وجهك منذ زمن ، وسرقت مني الأيام المظلمة بشهورها الحالكة
السواد كل التفاصيل الدقيقة لروعة الحياة تحت ظل جفنيك..
أمي ، يا وجعي ، أراك الآن تجلسين عند باب الدار ، وتمسكين بمسبحتك التسعينية يا وقار الثمانين ، تمسكين بها وتلاطفين حباتها الصغيرة التي ما ملتك
يوما ، فأنا أعرف أن العلاقة بينكما الآن علاقة عشقية خالصة ، فيها الوفاء وفيها كل المعاني الإنسانية الصادقة ، تداعبينها بأصابعك ، وتداعب خيوط
الشمس المتخللة أغصان الزيتون كل خصلة من خصيلات ياسمينك الأبيض .
أمي ، يا قاموس عمري ، أكتب إليك مجبولا بكل الآلام والأفراح ، بكل مفردات الشوق وحروفه ، أكتب إليك ورفيقة الدرب على مقربة مني وأكثر ، تقرأ ما
أكتب ، ومع كل حرف تذرف دمعة على فراق غاليتها ، تسح من الدموع ما جعلني أنا الآخر لا أقوى على الصمود أمام عينيها الغارقتين بكل صرخات القهر ،
لتختلط دموعي بدموعها ، فتبكي هي أمها الراحلة ، وأبكيك أنا يا صاحبة الجفنين اللذين أتعبتهما مرارة الفراق .
أمي ، يا من تهبين فاكهة الشتاء دموع عينيك ،وتسقينني زهرة عمرك ، وتطعمينني حتى آخر ضحكاتك ، يا قنديل سمائي يا أمي ، يا تعب سنيّ عمري ،
يا صاحبة الخرقة نقية البياض والطهارة ،
أمي أيتها المغلفة بثوب يحكي قصة وطن ، أيتها المغلفة بثوب محبوك برحلة عشق دامت ثلاثة أرباع القرن وأكثر .
أمي ، يحاصرني الشوق إليك من كل ناحية ، ويقتحمني الحنين إليك في كل جوانحي ، ويطوقني خيالك المرسوم على لوحات زمني الضائع في بعده عنك ..
وما زالت أوراق أشجاري - يا غالية - يابسة ،
وربيعي صحراء جافة حتى من رمالها ، ولا أظن بأن شتائي القادم قادم إلا بحضرتك..

تحايلت طويلا على وجعي لكنني لم أفلح يا ست الكل..


همسة
" تم نشرها سابقا في غير مكان وباسم ( سوا ربينا ).."
اقتضي التنويه

 

حسن حمامرة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم تعد غادة تأتي في الصباح محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 14 10-20-2014 11:37 AM


الساعة الآن 04:14 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.