احذري يانفس
***********
حسام الدين بهي الدين ريشو
**************
استوقفني خلال تلاوتي وردي القرآني اليومي قول الحق سبحانه وتعالى
(وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في اياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون مايمكرون)21 يونس
انتفضت جوارحي واهتز قلبي حتى بكيت فالاية الكريمة تشير إلى أننا نمكر بعد حصول رحمة الله لنا استجابة لتضرعنا ودعاننا إذ للأسف أننا نعود إلى ماكنا عليه من مكر وظلم وعناد وسيء الأخلاق والأفعال إلا مارحم ربي
تمثلت أمامي المحنة التي نعيشها هذه الأيام من تداعيات جائحة كورونا وما نلهج به الآن من تضرع واستغاثة لله أن يريح عنا وعن بلادنا هذا الوباء رغم أن البعض لم يغير أسلوبه واطماعه واستغلاله لعباد الله
وما زال المكر الذي هو عبارة عن صرف الشيء أو الأمر عن وجهه الطاهر النبيل بطريق الحيل القذرة والظالمة
ولأن الحق سبحانه وتعالى أدرى بنا وبما جبلت عليه النفوس من شهوات واطماع فقد ضرب لنا مثلا يفسر الآية ويحذرنا في نفس الوقت فقال تعالى:
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الأرض بغير الحق. ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون)22_23يونس
ذلك أننا فعلا إلا مارحم ربي مع كل ضراء تمس الإنسان فإنه حيالها لايطمع إلا في فضل الله ورحمته ويصير منقطع الطمع عن جميع الخلق ويصير متضرعا إلى الله بكل جوارحه
ثم إذا نجاه الله تعالى من هذه البلية أو هذا البلاء ونقله من هذه المضرة الشديدة إلى الخلاص والنجاة ففي الحال للأسف الشديد ينسى تلك النعمة ويرجع إلى طغيانه وعناده وظلمه وأخلاقه الذميمة منقادا إلى النفس الإمارة بالسوء كما كان وربما أشد
فاحذري يانفس
توبي إلى الله توبة نصوحا
ولا تأمني مكر الله فإنه أسرع مكرا كما تقول الآية الكريمة
توبي يانفس
أين أنت هذا الإمام من أئمة أهل البيت الكرام الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم الله تطهيرا سيدي ومولاي علي زين العابدين رضي الله عنه
أين أنت منه وهو يناجي الله قائلا :
( ووااسفاه من خجلي وافتضاحي.. ووالهفاه من سوء عملي واجتراحي
أسألك ياغافر الذنب الكبير وياجابر العظم الكسير أن تهب لي موبقات الجرائر وتستر علىَّ فاضحات السرائر
إلهي
ظلل على ذنوبي غمام رحمتك وأرسل على عيوبي سحاب رأفتك
إلهي
إن كان الندم على الذنب توبة فإني وعزتك من النادمين
وان كان الإستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين
لك العتبى حتى ترضى
يامجير المضطرين ياكاشف الضر ياجميل الستر
استشفعت بجودك وكرمك إليك
فاستجب دعائي ولا تخيب فيك رجائي وتقبل توبتي وكفر خطيئتي
ياارحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين.
********************
***************