حينَ قرّرني الغِيابُ كنتُ وَحدِي , وَحدِي تعني فَقَط .. بدونك .
مثذ عرفتُكَ غيّرتُ طريقةَ استخدامي للألفاظ , أقولُ وحدي عندما أعني أنّكَ لستَ معي , و أنّي حزينةٌ حينَ تبكي أكتافي مرارةَ المسافةِ بينها و بينَ يديكَ و أنّي راحلةٌ حينَ تُشيحُ بصوتِكَ عنّي ..
,
,
وجهكَ غابةُ حناءٍ
تمرُّ بي كل طرفةَ عينٍ
تصبغني حنيناً
وتلوّن عمري بك
تخضبُ جَسَدي بنبضك
وترسمكَ وشماً في أعماقِ روحي !
دعني أستخرجُ كل لآلئِ اللهفةِ
تلك المحاصرةُ بمثلَّثِ الرَّهبةِ
فما تجرَّأ أحدٌ على الإبحارِ حولك
ولا ذهب أحدُ طالباً كنز عينيك
إلّا وعادَ في صندوق !!
تلكَ النظرةُ الغائبةُ / الحاضرة
تخترقني كمجرةٍ للحُزن / للفرح
للغياب / للِّقاء
تاريخ التسجيل
06-30-2007
إجمالي المشاركات
4,240
****
في رحيلٍ أصفرٍ كخريف ..
ونزيف ذاكرةٍ تضجّ بالـ موت في غيابٍ مـ شفقٍ للشّمس
كان لا بدّ أن تعود الرّوح لترسم على آخر محطّات الانتظار في رصيف العمر
شرياناً متجهاً صوب بحرك .. ليصبّ كلّ آهاتي في تداخلات أنفاسك ..
كان لا بدّ من دفاعٍ عمّا تبقّى من قلبي كـ أمنية
عن فرحٍ توالت عليه اعتقاداتهم كـ إثم
عن صوتٍ متهاوٍ يقارع الاحتضار في تعرجات روحك
عن لونٍ أبيضٍ يطهّر الذاكرة كـ صلاة !
*****
في حزني مساحةٌ شاسعةٌ اسمها الوطن , و في وطني حزنٌ شاسعٌ كما المسافةُ إليكما
كلّما مددتُ لهفتي , عادَت بخيبتين !
:
يكبرُ الوطنُ في داخلي , و أكبرُ أنا في الغربة ..
أتوهُ في زحامِ العودةِ و الرّحيل
أجدني دوماً بين وداعين
و على حافّةِ فراق
تزلُّ عينايَ و يُمسكني الشّوق
****
على عتبةِ الغيابِ وقفتُ أُحصي آخر كلماتنا ,
مدهشٌ عددُ الحروفِ الّتي جمعتنا , تُطابقُ حروفَ اسمكَ تماماً ..
لماذا أنبضُ بكَ , رغمَ الألم ؟
:
لماذا أعدُّ على أصابعي حروفَ اسمكَ و أُخطأُ عمداً لأعيدها,
و على شفتي بسمةٌ جافّةٌ كتلكَ الّتي رافقتنا يومَ افترقنا آخر مرّة ؟
:
عالقٌ أنتَ بي , تتمدّدُ فوقَ ذاكرتي كأصواتِ فرحنا لحظاتِ العناق,
تتعملقُ بداخلي كسنبلةٍ حزينة و تُمطرني بمئاتِ حبّاتِ القمحِ إذا ما مرَّ سواكَ بمخيّلتي
,,,,
هي أشبهُ بأغنية / أمنية , مربكة / مرتبكة , تُبعثرُ الفقد , بجهات الـ هو الأربع ..
تذروها أعاصيرُ السّكينة , و تُكبّلها حناجرُ الصّمتِ , فتعلو حيثُ التقى الطيفُ بظلٍّ ليسَ لهُ !
هيَ برقيّةٌ , مكتوبةٌ بأبجديّةِ الحروفِ الزائدة , تختصرُ الوقتَ , كما اختصرها البُعد .
همهماتٌ بِـ رُقىً , تتلو فوقكَ آياتِ الطمأنينة , و الوجع المفقود / الفقد الموجع .. ببصرٍ عائدٍ , و لمسٍ قد لا يعود .
لا تعكر هدوء المقابر
ولا تعزف موسيقى الرحيل
فقط ..
دعِ الأمل يموت بسلام
واترك الحب يبكيه بحرقة
لا تصدر ضجيجا !!
فقط اصمت
وأغلق الباب وامضِ!!!
.
.
كي تنتهي الأبجديّةُ عندَ كلماتكَ ما قبلَ الرّحيلِ بوجع ..
كي تقفَ حروفُ الوداعِ غصّة في حلقِ الأزمنةِ الصّامتة
و تراقبَ اللّغةُ مولدَ فرحي بين أصابعكَ , كالحرفِ التّاسع و العشرين بعدَ الفَرَح
د. منال عبد الرحمن...
كل عام وأنتِ بخير