هوه ... مَنتب صاحي

[سعود القويعي]

(( هوه )) .... هل هي من تراثنا
رحم الله جدتي كانت من عجائز نجد التي لو ادركها الزركلي لأفرد لها في كتابه ( الأعلام ) جزءا ولتدارك ابن منظور امره وجاء بلسانها ضمن ماقاله في لسان العرب وربما تجشّم ابن عبد ربه وعثاء السفر من بلاد الأندلس السليبه وماأكثر سليباتنا ـ وجاء الى المشرق كي يتكيء على ظل جدتي ويصيخ لها السمع لعله يفهم ماتقول ....فيضيف لعقده الفريد سطورا جوار سطور ولّاده وابن زيدون
جدتــي التراثيه كانت موسوعة مفردات وطبخات ولباسات وايماءات , طمس التاريخ اغلبها بتبدّل الحالات وسبحان من له الدوام .
بقي بعضها مفهوما وآخر لوغاريتمات نسبة الى الخواريزمات التي اخترعها ابو موسي في زمن فات .
نأتي الى بيت القصيد او بيت ( القضاض ) على اساس ان جدتي كانت تعيش في بيت طيني يهاب المطر وتعشش فيه انواع الحشرات بدءا من ( الخنفسان ) الأسود الذي حين يبارك الماء ظهره يأخذه اللمعان , مرورا بالسحالي الصغيره التي عرفناها بمسمى ( السحبلّه ) والتي تطوف ( سيسان ) البيت بأمان فلا يعترضها احد خوفا ان تكون من الجان , تنكرت واخذت تجوب ديار الأنس الغلبان , وانتهاء بالنمل وقُــراه المنتشره في حوش الغنم وبطن ( الحوي ) يلقف مابقي من فتات اهل الدار ليخزنه لشتاءه , ويسارع في جهده كي لايخطفه منه شبيهه ( القعران )
كانت جدتي حين تسمع امرا عجبا مهما رأيناه تافها لايستحق , ترفع حاجبيها الذابلين وتضرب بيدها على صدرها الذي انهكته السنون وتدلى ناهديه حتى قاربا الإختفاء وتقول بصوت رعيش ( هوه ) ثم تواصل استنكارها وعجبها ولجبها مما تسمع هو في عرفها امر جلل قد حدث !
( هوه ) هذه لازالت موجوده في حلوق النساء تعانق اللاب توب وتحاكي مودرن الأثاث والكريم كاراميل تنتقل معها الى المشاغل والكوافيرات والميك أب والمولات .... وكل الوان العصرنة !!!
لاتتخلاّ عنها بإرادتها او مكرهة ودون تركها خرط القتاد ...
لماذا ( هوه ) لازالت قائمة الى اليوم ؟
اجزم ان النساء تنطقها عفوا حتى دون ان تفكر بوجودها او حتى معناها ؟!
من اين جاءت لتستقر في حلوق جداتنا ثم امهاتنا ثم بناتنا وكأنها بيرق معركة يأخذه شهيد ينتظر من شهيد قضى نحبه ؟
لم استقصي ولن استقصي فهي لاتهمني وليست بتلك المنزلة من لغتنا لأهبها وقتا مع صديقنا الجوجل فربما هو نفسه لايعرفها وقد يخرج لي مع البحث صورة ذاك النابح الذي علمنا معاني الوفاء بعد ان داسته حضارة ديكوريه معلّبه
أيــهٍ يـــا ( هوه ) كم من مفردات جميله مسخت او فُقدتْ اوضاعت ... وكم من مفردات لازالت تعانق الشفاه والألسن ...
اغلق يراعي هنا واكتفي كي لا تقول لي احداهن ( هوه ... مَنتب صاحي ) .

* (هوه ) في نجد , يقابلها ( وي ) في الحجاز , و ( باه ) في الصعيد مع تفخيم الباء *

هديه :
عندما يختبيء ضوء القمر وراء شعاع الشمس الطاغي , فإن له وقتا يملأ الدنيا ضياه ( سعود )

 

[ميسون الرملاوي]

أتعلم سيدي الفاضل ؟؟
لولا تفسيرك الأخير لمعنى الكلمة
والمقصود منها
لظننت كما بداية دخولي للموضوع
أنك تنتقد من يكتب ( هو ) بهذا الشكل ( هوه )
ولاتجهت حينها لناحية إملائية
بالتأكيد لا يسعها المقام هاهنا ( :
ولكنني أبحرت مع بسردك الممتع لعفوية ( الجدة )
والتي بالتالي توارثتها الأجيال الأنثوية ( على حد قولك )
وتذكرت كذلك أنني قد سمعتها كثيراً من زميلاتي
ولم أستوعب معناها حينئذ
ولم يكن يهمني المعنى الحرفي
فقد كانت المواقف التي ورد فيها كفيلة بتفسيرهاا تفسيراً عميقاً
يتبعه ابتسامة أو ضحكة أو حتى ذهول صامت لهذا الموقف ،،

جميل أن تبقى العفوية تراثاً بريئاً لا خلل فيها
لأنها حتما صادقة ( :

شكراً بحجم جمال قلمك أبو جمال

 

[سعود القويعي]

اختي ميســون

التغيير من سنن حياة الارض والبشر والطير والحجر
لاشيء يستقر على ثباته الا الخالق سبحانه
تختفي وجوه وتولد اخرى , تُبـلى ازياء وتُنسج اخرى , تنتهي أكلات وتُطبخ جديده , تنقرض كلمات ومعاني , وتُحكى لغات ولهجات جديده .
لكننا _ نحنّ _ يعصف بنا الشوق من باب الذكريات
فنطلق الآهـة حينا , ونسفح الدمع احايين , فالذكريات سيدتي صدى السنين الحاكي
وقلب بلا ذكريات قلب ميت

كوني بذكريات

 

[عبدالإله المالك]

حديث الجدَّات لا يملُّ أبدا يا سعود
وقد كنَّ هنّ الخير والبركة
ومتعة الحياة في سوالفهن وحقاقهن (حلواهن)!

تقبل عذب تحياتي

 

[سعود القويعي]

اهم شي الحلوان ( الحقاق )
له في انتظاره متعه

 

[نسيم حسن]

مساؤكم زآخرٌ بالفرح
..
ومآأجمل حديث الجدّات ,’
لآ زلت أذكر كيف كنا نستمتع
بحديثها ونُكثر من سؤالها ..

للأسف لا أذكر مضمون أحاديثنا وإنّما يمكنني
أن أذكر بعض أمثال والدي ..
فهي لا تبارحني !

كثيرُ أمثاله تحسّراً يسبّبه أخي طبعا ً !
>متى سيقرّر الأولاد الطّاعه ! <بدأ التحيّز الأنثوي,
.
.
يُردّد كثيرا ً :
لو ناديت حيا لأجابك ولكن لا حياة لمن تناديوهذهـ أيضاً ..
الحي يحييك والميّت يزيدك غبن وتلك كذلك ..
ماخذينا من الدّيك الا الصّياحِ..

وكثيراً ماترد على لسانهـ هذهـ العبارهـ
ي سعيّد لا عيّدت هالنّاس عيّدبمعنى أن لا تعتدّ برأيك دائماً
وتُخالف النّاس كـ عادة (خالف تُعرف!)

وتحضرني هذهـ أيضاً ..
الشّجْرَه اللي ماعطتنا ثمرها
الشّجرة اللي مالها ظل ولا فيّ
اقلعوها وفكّو الناس منها ..

وحين يكون ذا مزآجٍ عالٍ يُكرّر
بعض أبيات الغزل ..
الله يا حلو ماهم
عذبٍ زلالٍ عيّا من يروّيه ..

.
.
.

يآأإأآهـ ي سعود !
أثرت شيئاً جميلاً مازلنا نحن إليهـ
بين تنهيدةٍ وأُخرى ..

أظنّني انجرفتُ قليلاً واستفضت كثيرا ً!
ولكن هو جمآل طرحكم أيقظ حنينا !
شُكراً عميقهـ
دمتم بخير .

 

[سعود القويعي]

اهلا بك نسيم

استعدي للحنيني وحلاوة سد الحنك فقد دخل الشتاء

تحيه