::،، غزة،،الوجع المر،،:: - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 73 - )           »          (لاتحزن إن الله معنا) لأن في كل محنة منحة. (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 2 - )           »          خداع (الكاتـب : د.حاتم المصري - مشاركات : 0 - )           »          لَفَتات >> في آيات (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 987 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 5 - )           »          قصيدة (الكاتـب : عبدالناصر السديري - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 10 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 107 - )           »          !!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 23 - )           »          رسائل عطرها رماد .. (الكاتـب : سهيل العلي - مشاركات : 3 - )           »          أغنية منسية.. (الكاتـب : سهيل العلي - مشاركات : 11 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2014, 06:59 PM   #1
حسن حمامرة
( سوا ربينا )

افتراضي ::،، غزة،،الوجع المر،،::



كل أطفالها قضوا ما تبقى من أيامهم على فراش شظايا القنابل المسيلة لأفراحهم ، والتحفوا صواريخ سحقت كل ذرة من ضحكاتهم البريئة ، ناموا على أصوات اهتزازات الأرض من تحتهم ، واستيقظوا على تكسر أغصان الزيتون من حولهم..
في غزة التي استلقت يوما على أطراف الأبيض الذي أعلن تنصله منها تجد صيادا عائدا من البحر وقد علق ما تبقى من جسد قرة عينه في صنارته ، وفيها أيضا ترى حبات الزيتون تقطر دما وجعا على أهل غزة ، على البراعم التي كانت تحيطها دائما بمحبتها وهي تبتسم ، وفيها ترى النجوم مع انتصاف الشمس قبيل عشاء ربما يكون الأخير عند مئاتهم ..
في غزة كل الأشياء تقبل القسمة على اثنين ، الطفلان عمر ومؤمن يقتسمان كفنا صغيرا لهما ، ومحمد يشارك التراب أوجاعه تحت الأرض ، في حين يبقى يوسف معانقا جذع زيتونة الحي الذي اختفى في ليلة كان سطوع الضوء فيها أقوى من شمس النهار...
في غزة تتزاحم الآلام والمواجع ، وتتلاطم دموع الثكالى والمساكين ، وتتقافز أسماك المتوسط لاختلاط دماء الشهداء الأخضر بزرقة مياهها ، وفيها آه كهل عبّأت حكاياته وجهه وكسته بنور جاء من قبل قرن من الزمان ، وامرأة طاعنة في كل الأشياء تمسك بأناملها طرف خرقتها (التي ما زالت بيضاء رغم غبار المعارك )على بقايا بيت سلخت أكثر من خمسين سنة من عمرها في توفير ثمن لبنائه ، وها هو الآن على هامش العمر يتناثر ، وقد اختلطت شظاياه بأشلاء أبنائها وأبناء أبنائها ومن كان يسامرهم في تلك الليلة..
في غزة -ورغم ذلك - ترى أطفالها ينامون فوق ركام المنازل يعدون نجوم السماء المتوارية خلف غيوم ليلة شتائية باردة جدا برود ما تبقى من رجولتنا ، غير آبهين لصاروخ ينسيهم أين وصلوا في العد؟! أو قنبلة تزلزل مشاعرهم من تحت الركام...
في غزة - رغم ذلك - تراها تضم أبناءها بين ضلوعهم تنتظر الصباح لتغلغل جذورهم في أعماقها وهي على يقين بأن الساعة لم تحن بعد!!

كل يوم وأنت بكامل أناقتك يا غزة!!

 

التوقيع

حسن حمامرة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.