*
في كل مكان لابد من الإزدحام ، وفي ذاك الإزدحام تجل الجاهل و العاقل!
يُدار في دائرة الحوار المغلق أن الأماكن جميعها تتشابه
وجميع من بها نفس الفئات ، كبار للسن و صغارٓ
يثيرون جدلاً حول المكان الذي هم فيه ، كأن لا يُعجبهم:
- مكان الإنتظار ، ولاخدمةً يتلقونها ، ولا تكييف منعش
كراسي مهترية .. جار عليها الزمان ولم تتلقى عناية كاملة
وليتهم نظروا من منظور آخر ، أنهم لن يقبعوا في هذا المكان عدد سنين ؟
بل ستكون حصة هذا الوقت سويعات ولا تزيد عنها!
كثيراً ما يكون أصحاب الألسنة الطويلة؛ أولئك الذين
إعتراضهم للآخرين كثير!
ولا يتركوا متنفس لهم بأن يبادر طرفهم الآخر لأن يبدي رأيه
لتيت بالإمكان مجادلة أولئك الجُهال، لكن الترفع عن الجدال فضيلة
كقول الحقيقة!!
أما زلنا في تلك الحقبة ، وتلك الإنغلاقة بأن ننتظر قليلاً
وبأن مجريات الأمر الذي نحن فيه لابد منه
وأنه شيئاً روتينياً قد نعتاد عليه.
وفي أماكن آخر هنالك تطوير للأمر بأن تتم خدمتك
بشكل مرموق ، وبشكل سريع أيضاً
عكس أن تجد نفس محطة إنتظار
مليئة بالسلبيات ، والتذمرات ، وربما دخلت بظلم أحد العاملين
بمحالة جاهدة ، وربما بإخلاص يحاول أن يُنجز
رغم مسيرة يومه بإن لم يتهاون بقدومه ، أو بإختناقه بزحمة الطريق
وربما لم يتسنى له الوقت لأن يشاهد أبناءه قبل ذهابه
ولا أن يأكل معهم وتجمعهم مائدةً واحدة
ويأتي من يأتي لفرض رأيه ، ويحرض من حوله
ويهتف ويقول: ( لازم تنلطع )
لأن تُنجز أمورك ، وتفضل على من حولك!