حصرياً على تاء التأنيث ..!

[يوسف الحربي]

في هذه المنتديات يُنثر البوح فيها نزفاً في صورة أحرف متباينة المعنى والمشاعر المنطوية تحتها , تأخذ الصور التعبيرية فيها أشكالاً مختلفة باختلاف منبعها .
الملاحظ أن التعاطي مع هذه الأشكال والألوان والصور يأخذ لون العين الساقط ضوءها على كاتب النص لا حرفه, هذا الأمر يتضح جلياً حين يكون كاتب النص أنثى فالكثير من العابرين بالنصوص ذات البصمة الأنثوية يبالغون في وصف هذا الحرف ومديحه بصورة تكاد تقترب من الغزل الفاضح لا النقد أو التوجيه أو طرح الرأي ., هذا الغلو في المدح والتقرب ينعكس سلبياً على كاتبة النص فهو إما أن يدخلها الغرور من بوابة - والغواني يغرهن الثناء - أو يشعرها بالحرج تجاه هذه الأحرف التي تنضح غزلا واهتماماً لا طبيعيا .
إن ما نراه من مطاردة البعض لحرف الأنثى لهو أمر مخجل يندى له الجبين , مخجل ما نراه من بعض الذين جعلوا حرفهم حصرياً على تاء التأنيث بمتابعتهم لمواطيء الحرف الأنثوي أينما ارتحل ..
المؤسف أن هناك كتاباً كباراً لا يأبه بحرفهم أحد علماً بأن نصوصهم تزخر بألوان الأدب وفنونه ولكن حظهم يتعثر بالاهمال والتجاوز وكأنما مواضيعهم غير صالحة للاستهلاك الأدبي , أشاهد وفي قلبي حسرة تلك المواضيع التي وصلت للقمة نسجاً وجمالاً ومع هذا لا نجد من يقف عندها في حين أن في الجانب الآخر من الشاطيء مواضيع أقرب للدردشة ومع هذا ترى الازدحام حولها شديد وشلالات المديح تتدفق باستمرار ..
أنا هنا لا أطالب بإقصاء المرأة وإبعادها ولكن أطالب باحترامها عن طريق إعطاء حرفها قيمته الحقيقية دون زيف أو مبالغة ..
متى ننظر للحرف على أن كاتبه انسان دون تحديد جنسه ..
متى نتعامل مع السطر المندلق عليه الحرف لا الصدر المنبثق عنه ..
متى نمحو صور التخلف هذه والتي جعلت من المنتديات مضمار يجري فيه اللاهثون وراء الحرف الانثوي باعتباره جسر
يفضي إلى قلبها - بحسب فهمهم
ابن المدينة / يوسف الحربي