.
.
رَسائلٌ من مُهاجر إلى إمرأةٍ إستثنائيّة!
.
.
أنتِ لستِ لِي ، و لا أنا لِي ..
أنا للحُلمِ الّذي لا ينام ..
و للأزقّةِ المختنقةِ بضجيجِ الإنتظار ..
و للأرصفةِ المُكتظّةِ بالإشتياق ..
أقتاتُ خُبز الحُبِّ و لا أشبع ..
أتجرّعُ الخيباتِ تلو الخيباتِ ..
و أبقى متعطّشاً لخيبةٍ أخرى جديدة ..
أنا للحُلمِ الّذي أعيشهُ واقعاً ..
و للواقعِ الّذي أعيشه حُلماً ..
أنا للسفرِ الطّويلِ البعيد ..
دون تذكرةٍ و موعدِ رجوعٍ مُحدّد ..
أنا للمنفى جسداً و خطواتٍ ..
أنا للغُربةِ نبيٌ زادهُ وحيُ الحُبّ و الرؤى ..
جهالةً تُغرقُ علمهُ الناقص ..
و نحيباً على وطنهِ و ملكهِ الضائعين
أنا وجعُ المسافاتِ و هي تفردُ جناحيها ..
لتُغطّي مساحاتِ التعقّلِ في وجدانِي ..
لكنّي أحبّكِ جدّاً .. كأنّكِ لِي ..
هكذا إختارَ لي جُنوني ..
هكذا قدّرَ لي شيطانُ شعري !
أن أحبّكِ و إن لم تكوني لي !!
*****
لستُ أكرهكِ .. أبداً لستُ أكرهكِ
لكنّي لا أستطيعُ أن أحبّكِ ..
و بذاتِ القدرِ لستُ جريئاً بما يكفِي ..
لأتخلّى عنكِ ..
و لا أنا أحمقٌ ..
لأصيرَ ذكيّاً و أترك ذاكَ الحُلم ..
الّذي ما إنفكّ يراودني عن نفسي و إيماني و إجتهادي ..
لا أدرِي ما هِيَ الحكمةُ فِي ذلِك ..
وَ لا أدرِي ما هِيَ العوائِقُ ..
الّتِي تحولُ ما بينِي و بينكِ ..
لربّمَا لأنّي لا يُمكننِي أن أخونَ ذاكرتِي ..
لربّمَا لأنّي لا أقوى على تصنّعِ النّسيانْ ..
أو لربّما لأنّ إستثنائيّتكِ تُشعلُ نيران غيرتِي ..
فلا أنا أريدُ أن أحبّكِ رغمَ أنّي أحبّكِ
و لا أنا مُستعدٌ للفرارِ عنكِ ..
ثُمّ تموتُ في البعدِ عنكِ جُذورِي ..
و تُذبحَ أحلامِي و تنتهِي حكايتِي !
*****
أنا يا سيّدتي رجلٌ يحملُ حلمهُ فوقَ كفّيهِ ..
كطفلٍ صغيرٍ يخشى عليهِ من السّقوط ..
و يداعبهُ و ينقلهُ من يدٍ إلى أخرى ..
و يضعُ موتهُ المُشتهى داخل أوراقهِ ..
و يمضِي خوفاً عليهِ من إنتكاسةِ حياةٍ مفاجئة ..
أنا يا سيّدتِي جسدٌ مُثخنٌ بالجراح ..
و كُلّ الأمكنة الّتي أمرّ بها ..
تضجّ بملحِ الذكريات ..
فكلّ جدارٍ أستندُ إليهِ ..
أو شجرةٍ أو زرعٍ أسقيهِ من دَمي ..
أو زاويةٌ تحتضنُ نحيبي ..
تُضمرُ لي موتاً و حياةً بصورةِ ذكرى ..
و تُخبّئ لي ضياعاً فوقَ ضياعِي ..
أنا يا وجعِي صرخةٌ ..
ترقدُ مِلءَ خاصرةٍ تتمنّى ثُقباً ..
يُفجّرُ بركانَ وجعها الخامِد ..
أنا يا سيّدتي كتلكَ الخطواتِ الّتي ..
تتلمّس الضوء قُبيلَ تنفّس الفجرِ ..
كي تصحُو من سُباتها المؤقّت ..
فإستيقظي أيّتُها المدينة النائمة بينَ السّراب ..
و إستقبلِي جحافلَ طيشِي ..
إستيقظِي و إستقبلِي مواكبَ وجعِي ..
فقد سئمتُ من مُضاجعةِ الوقتِ ..
لعلّهُ يُنجبُ لِي مواعيداً عاجلة لا مؤجّلة ..
و سئمتُ من دموعِي الّتي تجري ..
كي تمحُو ذنوبِي و تغفرَ زلّاتِي ..
و سئمتُ من التهرّبِ من الأنثى الّتي أحبّها ..
دون أن تدري بأنّي أحبّها ..
إستيقظِي لأعلنَ للدّنيا عن آخرِ فُصولِ روايتِي ..
كي يرتاحَ تعبِي ..
و تنمُوَ أغصانِي بقُربها مُجدّداً ..
و أحيا كما يشتهِي إله قلبِي !
عَمّارْ أحمَدْ