أشباح البشر - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 75398 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 607 - )           »          وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 3 - )           »          محاورة من تويتر | مع خالد صالح الحربي (الكاتـب : تركي الحربي - مشاركات : 2 - )           »          شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 9 - )           »          غب يا هلال أو لا تغب ..سيان .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 11 - )           »          في داخلي شيخ غفا على كف طفلة (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 25 - )           »          أشرق الفجر (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 6 - )           »          خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 468 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-20-2013, 10:39 PM   #1
موزه عوض
( كاتبة إماراتية )

افتراضي أشباح البشر


رغم ما يعانيه البعض من مرارة يأس قاحلة قد لا تمكنهم من جر أقدامهم خطوة نحو ضوء الباب، وقد تموت الرغبة في وقت متقطع من سراب كاذب، وقد تمكنهم الأحلام من رغباتها فتموت داخلهم حسرة التفت على قضبان من حديد صدئ من تراكم الذنوب النافرة، إلا أن شيئاً فقط من حقيقة تجردهم مهم، كي لا تبترهم سيوف الصمت ككل غير مرغوب ينفى خارج نطاق الحياة. وعند لحظة الخواء الفكري ترسم الأقلام الجافة مشاهد من أحاسيس أرخاها الوجع عند أول حرف بدأ غريباً بالنسبة للآخرين لأنه لامس الواقع والخيال باللحظة نفسها.
وحدها الأعماق تتكور والتفاصيل والخيارات تتساقط على حصير الخجل، وحين تبصر أمامها نمط الحاضر لا تتمكن من ترويض الثواني والساعات ذات القيمة الإنسانية. أكثر ما يدهشني تلك الأشياء البعيدة القريبة إلى القلب التي ترسم اللحظة بسن القلم، ثم تتراقص حول نقاط الأبجدية بهمزات جنّدها الواقع للمغامرة والجري نحو الوثب السريع.
يبدو أحياناً أن السكون المتربص عند عتبة الأبواب كصفة الأقدام التي تمضي بتأن، ثم تعدو مسرعة نحو هدف ما، وقبل كل شيء يحزنني التفكير في ارتداد الحديث مع الصدى كأنه يتمتم موسيقاه بهدوء فنكاد نسمعه ونراه يتمدد على سريره الخشبي ويشاحن الأحلام العفنة، ثم ينام «عبيطاً» ساذجاً من لحظة الشرود المتوثب قفص الاتهامات الموجعة.
أن نذعر ونشكك بنتيجة ما، هذا ما يمكن أن يفسر إنسانياً كألم نفسي مرادف للخيال ذي الأجنحة وأقبية الطين، ونتوهم أغلب الأوقات كيف لتلك المراحل التي مضت أن تعود ومعها حكايات الطيبين والشمس الحانية على أكتاف الدقائق الأولى للقاء.
ماذا يجب أن نفعل لو سقطت علينا صخرة البكم والصراخ يعلو أطراف المدينة المسكونة بأشباح البشر؟
أقسى ما يؤلمني حين تحدثك النفس وحيداً ثم تبكيها بين جدرانك الأربعة، وتدرك أن خارج نطاقك الإنساني مشوه يحمل الحمامة ذات اللونين الأبيض والرمادي، وبعض البذور ذات الورقة العريضة المحملة ببكتيريا الهموم، كثيرة حالاتنا المستعصية التي تموت، وهي بطريقها نحو الأمواج الهائجة. كل ما أستطيع ذكره أن الوجوه تتشابه إلى حد أنها مغلفة بصديد الاغتراب والنظارات السوداء.

من مقال اليوم الجمعة في جريدة الرؤية

http://www.alroeya.com/node/45246

 

التوقيع

سبحان الله الحمدالله ولا اله الا الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

موزه عوض متصل الآن   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.