قراءات خاطئة لكتاب أسمه ....(( حياتنا ))

[عيادة التومي]

.



عندما نمسك بكتاب حياتنا ونتصفح أوراقه

عندما نشرع في قراءته والتجول بين صفحاته والإبحار بين طياته

نكتشف أن كثيراً من صفحاته تمت قراءتها بطريقة خاطئة

فكلما مررنا بصفحات تحمل بين ثناياها حقيقتنا .....

حقيقة أنفسنا .. حقيقة أخطائنا ..حقيقة ذنوبنا .. حقيقة عيوبنا

فإننا نحاول تجاهلها وتمزيق كثير منها وطمس سطورها

ليس لشيء ولكن خوفاً من أن تفضحنا وتعرينا أمام أنفسنا وضمائرنا

خشية أن يغرقنا طوفان الحقيقة ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام مجداف الاعتراف

لا أعرف سبب حرصنا على تجاوز وتهميش الكثير من صفحات حياتنا

مع أننا لانحب الوصول إلى الخاتمة ونكره قراءتها

ففي غفلة منا نكتشف أن أنفسنا وصلت إلى صفحات هي الأروع في حياتنا

صفحات هي الأكثر تميزا لأنها تحمل بين سطورها الجانب المشرق من حياتنا

تلك الصفحات التي قرءناها بصدق واهتمام ....

فليتنا نكرر قراءة باقي صفحات حياتنا بنفس الأسلوب ونفس الاهتمام

فيجب أن لا ننسى أننا نحن فقط من يقوم بتأليف كتاب حياتنا

فلماذا لا نجعله أكثر صدقا أكثر روعة أكثر إشراقا

فكلامنا وتصرفاتنا هي سطوره وصفحاته

فلا نستطيع طمسها أو إخفائها حتى ولو حاولنا

(( حياتنا )) هي الكتاب الوحيد الذي نقرأه ويقرأه الجميع قبل أن يتم تأليفه

فلنكن صادقين عندما نقرأ حياتنا

حتى نفخر بأنفسنا عند الخاتمة ...

فسيقرأ حياتنا من يعيشون معنا ... ومن سيأتون بعدنا

...
..
.


فاصلة بيضاء :

هناك الكثير ممن قاموا بقراءة حياتهم بطريقة صحيحة

منهم من لم يصل إلى خاتمة كتابه

فهولاء مازالوا يعيشون بيننا و نتصفح أوراقهم

ومنهم من وصل إلى خاتمة كتابه ورحل عن الحياة

فـخـلدهم التاريخ .... وشهد لهم

وسطرت كتب حياتهم بمحابر الثناء والإجلال والتقدير


دمتم خير قراء لحياتكم

.