ما زلت أحتفظ برسالتين منك .. لم أستطع التخلص منهما ..
كلما هممت بتمزيقهما صوت بداخلي يصرخ بي: لا ..
واحدة أعطيتني إياها ذات لقاء ..
والأخرى كتبتها وأنا معك في اللقاء الأخير ..
ما زلت أذكر .. كنت أجلس أمامك وكنت منهمكاً بكتابتها ..
لم تستطع حينها النظر لوجهي .. كانت عيناك مغرورقتان بالدموع ..
ما بكيت أنا حينها وكأنك أنت كنت تبكي عن كلانا ..
جسلت أراقبك إلى أن انتهيت من كتابة الرسالة ..
سلمتني إياها وطلبت مني أن أقرأها حينما ترحل ..
كنت أتوق لقراءتها ولكني أعطيتك وعداً ولم أخلفه ..
احتفظت بها كما أعطيتني إياها ونفذت وصيتك ..
فتحتها عندما رحلت وبكيت وبكيت لم أكن أعلم أنها وصيتك الأخيرة لي ..
احتفظت بذات الرسالتين كإرث حب مات مؤوداً .. وما زلت أجهل لماذا قتلته وندمت ..
ما زلت أبحث عن سبب رحيلك .. وبي غصة تقف بيني وبين نسيانك ..