"17"
في المساء ..
راوغت الظل المسافر مع الشمس الهاجعة ..
أفرجت عن أوراقي .. حللت قيدا ً يكممها .. وسدتها فوق حضن الطاولة الغافي .. مسحت عن بياضها غبار الظل الأسود .. وتركتها هادئة .. بين ذراعي السكون .. شحذت ريشة قلمي .. أشعلت شمعة الذكرى .. حينما أطل الظل مترقرقا ً .. يبتسم متحديا ً لحظة عزلة ..
همست له بكل الحب ..
- مساء الخير ياظلي العزيز ..!!
لكنه لم يتزحزح .. حتى احتضر الضياء وتسرب منحسرا ً ..
- لن أحيا أبدا ً .. إلا وأنت معي ياظلي ..!!
وعدت للتساؤل ..
- من خلق أولا ً .. أنا أم ظلي ..؟
لم أسمع إلا قهقهة شبحية .. تفجرت شظاياها في عروقي ..!!
الآن .. أحب ظلي كثيرا ً .. ولا أفكر بالتخلي عنه أبدا ً .. فهو هادئ عاقل مسالم .. لا يعرف الكراهية .. لا يلاحق تفاهات الحياة كما قد أفعل .. مضطر إلى مرافقتي .. لأنه وفي أمين .. لذلك لا أفكر بالتخلي عن ظلي أبدا ً .. مهما كان الثمن ..!!
إنتهـــــــت
دمعة في زايد