ارحل لها
مِن غيرِ راحِلةٍ تُقِلُّكَ
أو متاعْ
ارحل كما النَّسمِ الذي يدري
إلى أي الجهاتِ يدورُ
لا يخشىَ الضَّياعْ
ارحَل لها
مع طالِعِ الفجْرِ الذي
كَم أرهَقَتْهُ الهِجرةُ الكُبرَى
لسادِنةِ الشُّعاعْ
ارحل لها
هي شَهْقَةُ الميلادِ
أدْرِكها فأنتَ زفيرُها
ارحل لها
هي زَهرةُ الأعيادِ
شارِكْها بنَشرِ عَبيرِها
ارحل لها .. ما تنتَظِرْ
خُذني رفيقاً
لن تَضُرَّكَ صُحْبَتي
سأُضيئُ لكَ القناديل ابتِهاجاً
مِن أوارِ مَحَبَتي
خُذني وراقِبْ ساعةَ الميلادِ
ساعتُها أكونُ أنا ولِدْتُ
وأنتَ لحظَتُها سيُلجِمُكَ البُكاءْ
ستغوصُ في الدَّفقِ الذي يأتي معي
نوري أنا ذاك الضَّياءْ
أنا ابنُ ذاكَ المارِدِ المخبوءِ
داخلَ قُمقُمِ الزّمَنِ ابتلاء
أنا جذوةُ الحُبِّ التي أهدت
لسيّدنا بشاراتِ اللِّقاء
أنا توأمُ الطُّهْرِ الذي
سبقَتْ بشائِرُهُ نِداء الاحتِفاء
مِنِّي سترحَلُ آمِناً
عبري سترحَلُ آمِناً
ولها سترحلُ آمِناً
وبرفقتي
ولِحَيثُ يأتَلِقُ الصّباحُ
ويكتسي الأُفَقُ الحَياء
فهُناكَ ميلادُ البَهاءِ
وهناكَ ينسَكِبُ العطاءُ
بلا مُقابِل والوفاء
وهُناكَ سِدرةُ انتِهاءٍ واشتِهاء