ليلى العامريه

[وفاء الأحمد]

.(ليلى العامرية) و(قيس بن الملوّح) قصة حُب توارثتها كتب الادب والشعر على مر العصور ،هذه القصة التى تُعد من اميز أعنف وأشهر قصص الحُب العُذرى فى الجاهلية والتى كانت مُثالاً للوفاء والعشق لحد الجنون ..

قد يتبادر الى اذهان الكثيرين ان ليلى كانت ذات جمال مُبهر وحُسن يفوق التصور وإلا فلماذا إذن جُن بها قيس واصابه ما اصبه من فرط تعلقه بها ؟..

جاء فى ديوان " مجنون ليلى " ان أباه الملوّح وإخوته عندما رأوه على هيئته من نحول واسوداد وجه وبلاءٌ عظيم اشفقوا عليه ،ناداه ابوه قائلاً له ان يطيب نفساً فان اباها وعد ان يزوجه بها..

كان اباه المُلّوح قد ضاق به من طاعته لهواه وعصيانه له وهيامه بليلى ،وكان المُلّوح لا يرى فى ليلى ذاك الجمال الذى يستحق جنون إبنه ..فقد ورد فى هذا الشأن انه قال له:
ليت شِعرى ،ما أراها ممن يوصف بالجمال والحُسن ، وقد بلغنى انها (فوهاء) ، قصيرة،جاحظة العينين ، (شهلة) ، (سمجة) ، فعد عن ذكرها ، ولك فى قومك من هو خير لك منها.

* فــوهــاء : اى واسعة الفم والعرب يكرهونه فى المرأة
* شــهــلة : اى يشوب سواد عينيها زُرقة ، وقول شهلة فى عينيه شُهلة : وهى العجوز
* سـمـجـة : اى قبيحة

فلما سمع قيس ذم والده لليلى وذكر معايبها أنشأ يقول:

يقولُ لِىَ الواشونَ ليلَى قَصِــــيرةٌ * فليتَ ذِراعاً عرضُ ليلى وطُولُها
وإن بعينها – لَعمرُك- شُــهـــلــةً * فقلت: كِرامُ الطيرِ شُهلٌ عيونُها
وجاحظةٌ فَوهَهاءُ لا بأسَ، إنـــها * مِنّى كيدى، بل كلُّ نفسٍ وسُولُها
فدَقّ صِلابُ الصّخرِ رأسَك سَمداً * فإنى إلى حين المماتِ خلِيلـــُها!


فهل مِّنا من كان لا يتصور ان ليلى آيةٌ فى الجمال وتستحق ذلك الكم من الجنون؟!!
إلينا بالجواب...


منقول مما اعجبني