إليهــا
إليها عزَفتُ الشَّـوقَ لحنَـاً مُموسَقَاً
وقُلتُ عساها اليَـومَ يُطرِبُها لحْني
فتُنعِشُ إحساسي وتُغري مشاعِري
بدَلٍّ رَقيـقِ الهَمـسِ تدنـو بِهِ مِنّي
يُدغـدِغُ أشــواقي ويوقِــظُ لهفَــتي
أقولُ غداً أُحظى بمـا حجَبَتُ عنّي
فتعبُرُ بى مِن جـادةِ اليأسِ للرّجـا
وتجعَلُني أشــدو مع الطيرِ وأُغَنّي
على دَوحَةٍ في روضَةِ الحُبِّ نلتَقي
ونبني لنا عُشّـَاً جميلاً على غُصْنِ
تُداعِبُهُ أنســــــامُ صُبْــحٍ فينثَــني
عليـها فيُدنيــها ولا بيـنُ يمنَعــني
فألثُــمُ طُهــراً حــالَ بينـي وبيــنها
وأنقَــذَني مِمَــا بِـهِ فُتِـنَتْ عينِـي
وكــادَ ســــنا برقٍ ولـولا مهـــابةٌ
أحالتْهُ هالاتٍ مِن الرَّهْـبِ والحُسْنِ
ليَخطِفَ أحــلامي .. ولــولا عِنـايـةٌ
ولُطْفٌ مِن الرّحمنِ ذِي الجودِ والمَنِّ
لصِرتُ حديثَ النّاسِ في كُلِّ مَجلِسٍ
ولـو عُذتُ برِجالٍ مِن عَبقـَرِ الجِــنِّ
لَعُـدتُ إلى تِـلكَ التي مِنـها طينَـتي
وقيلَ صريعُ المَسِّ واللّحظِ والعَينِ