استنطقُ الفكرةَ الصامتة من سقفِ التأمل ، و أحرضُ الأحرف على اللمعان نجومًا في سماء العلو ؛ ليبزغَ قمر الفكرِ وضاحًا مُنيرًا ، ينتشل كل إعياء ترامى شحوبه في ثنايا الروح ، يُلملم فوضى الأيام القاتمة من رهق العبور ؛ لِيهتفَ أنا هُنا حسٌ إنساني تتأصلني تلك العذوبة القادمة من النور بل هي سربٌ شفيف استجمع على ناصيةِ العقل ؛ حتى يُنبه شرودي ، فيكون عالمًا من نورٍ أتعمقُ أبعاده ، أجولُ في مساحاته الزرقاء، و تلك الحالكةِ السواد التي يتخللها أضواء ساحرة ذات جُنونٍ خلاب مُبهج تَشدُ النبضَ إليها قبل البصر ، بل تعزفُ على أوتار الضوء منها لحنًا يشبه الضياء ... أوَ كيف يكون للضياء لحنًا!!؟ ..
بل هو تلك الجاذبية الآسرة التي تسرحُ في ملكوت الله دون انتهاء ؛ لِتجدَ النفس ذرة ضئيلة جدًا تذوب مع ذرات أخرى تُشاركها بهجة التأمل ، ويسيحُ الفؤاد مسافرًا بشعوره الرهيف ، ذائبًا في شفقِ الكون ، وتجليات الجمال ..
ما أنا إلا وقدة شعور ، لا يهزها سوى التأمل، فكلما انتعش النبض جاد الحرف في سكبِ البهاء سُطورًا ...
سميرة علي الشريف