....( ابعاد قلـمـ ).....

[سعد الشمري]

تكرار الصور..واعادة الاحداث..من الامور التى تتخلل تفكير الانسان بين الفينة والاخرى..

فبمجرد ان يمر الانسان بموقف يشعر بقرارة نفسه انه موقف معاد ومكرر وان تفاصيله ومجرياته تعاد عليه مرة اخرى..

وهنا يمكن التساؤل فما سبب اعادة شريط الاحداث علينا مرة اخرى؟ ولماذا هذا التكرار الذى نشهده باذهاننا ويتوغد

فى مخيلتنا ؟ولماذا تحدث فى فترات زمنيه دون الاخرى ؟ولماذا تختلف فى كثافتها من انسان الى آخر ؟؟؟؟ طرحت

عدة فرضيات فى هذا الموضوع . لتحليل اعادة الصور التى يلتقطها الانسان ويشعر بتكرارها, لعل من ابرزها الراى ا

لقائل, ان تكرار الاحداث يرجع الى حاله من التقبل النفسى للموقف , يجد صداه فى مشاعره ونفسه, فيشعر باحتوائه

وانسجامه معه مما يعاد تكراره فى مخيلته.........وراى آخر يؤكد ان اعادة سيناريو بعض الاحداث مرده الى العقل الباطن

الذى يختزن التجارب والوقائع المؤثره , وعند تكرار ظروف مشابهه يتم اعادة المخزون بشكل مستحدث يماثل الحدث

الجديد الانى , فيظهر كما لو كان معادا للمرة الثانيه وراى آخر يؤكد ان حياتنا الدنيا انما هى تجربة ثانية للانسانيه ,

تدور احداثها على هذه الارض , وان الحياة الاولى هى حياة (عالم الارواح -او عالم الذر ) التى عاشها بكل صورها

ومقاييسها وابعادها المختلفه , وما فلسفة تكرار الاحداث الا اعادة للقطات من احداث تلك الحياة التى عشناها , ويؤكد

القرآن هذه الرؤية فى الآية الكريمه (..واشهدهم على نفسه قال الست بربكم قالوا بلى..)صدق الله العظيم حيث كان ذلك

فى عالم الارواح. كما يؤكد البعض ان هذه الصور المكرره انما هى اعادة لاحلام الانسان التى يراها فى المنام ,حتى اذا

ما تجسدت فى الواقع يشعر بانها معادة ومكررة.... وراى اخير يرى ان سبب هذا التكرار يرجع الى وجود عوالم روحيه

لطيفة وطاهره بيننا او بالقرب منا او بين جنباتنا , تنقل لنا بعض الصور لتحذرنا من الوقوع فى المحذورات , او ترغبنا

فى الاستزادةمن الخيرات , وتكرار الحدث او تخيله هو بمثابة رسالة او اشارةيراد بها التريث والتروى والتانى لتحديد

السلوك المناسب او ردة الفعل السليمة.هذه بعض الآراء التى فسرت هذه الظاهرة الروحية , وعلى الرغم من اختلافها

وتباينها الا انها لابد ان تؤدى غرضا ..او تسير لغاية. ولعلى استشف غاية تكرار الصور ولاحداث من فلسفة الاعتبار

والحكمة ..وكانها رسالة او مقطع معاد اراد به الله عز وجل ان نعى ونفهم منه درسا ونستلهم منه عبره وهذا من لطف

الله علي بنى البشر , الذى اراد ان تسمو روحه فوق الجزئيات وترتقى نفسه فوق الموبقات ,يحذره ويكشف له عن

الطريق وينهج له المحجة البيضاء النقية, ولكن يبقى الانسان انسانا ( وما اكثر العبر واقل المعتبرين ). فمهما وقع

وانكب على وجهه .. يقوم ليبدا من جديد ايذانا بالسقوط...