مخرج يهودي: ما يرتكبه جيش إسرائيل بغزة جريمة ضد الإنسانية

[ريم علي]

نقلاً عن جريدة اليوم السعودية:

وصف الدكتور جاكوب بندر المخرج السينمائي اليهودي الأمريكي ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من مذابح في قطاع غزة بأنه جريمة إنسانية وأن ما يقوم به جيش الاحتلال من عمليات تدمير وتخريب وحصار للفلسطينيين في قطاع غزة يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي ويتنافى تماماً مع جميع القيم الأخلاقية والدينية.
و قال الدكتور جاكوب وهو أمريكي الجنسية في حديث لـ»اليوم» على هامش مشاركته في المؤتمر الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر مؤخراً : إن ما أقوله عما يحدث في قطاع غزة كيهودي يشاركني فيه الكثير من اليهود، فما يحدث في غزة جريمة ضد الإنسانية وأرى أن ما يحدث لا يعبر عن رأينا كيهود ولا عن الديانة اليهودية، وأن تجويع شعب غزة وحصاره وضربه بالطائرات والدبابات يعد انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، وأقولها مرة أخرى ان ذلك الذي يجرى ليس برضانا ونحن كيهود ضد كل أعمال العنف والقتل وضد ما يحدث في فلسطين. أن ما يحدث في غزة هو جرائم ضد التاريخ الإنساني ، وأتمنى وأصلى أن يخفف الله الآثار المؤلمة التي تحملها اليهود في هولكوست هتلر وتحملها العرب في نكبة غزة، وأسأل الله أن يرحم المسلمون واليهود من العذاب الذي قاسوه وأسأله أن يقبل أرواح الشهداء الفلسطينيين في غزة وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان ويتقبلهم في جناته .
و أضاف : من يقر هذه الأعمال أو يساعد عليها فهو شريك ومتضامن مع جيش دولة إسرائيل، لكن معظم اليهود في أمريكا لا يرضون بما يحدث في غزة وما يرتكبه جيش إسرائيل من أعمال ضد الإنسانية ، و هي جرائم حرب ضد الإنسانية ويمكن للفلسطينيين ملاحقة المسئولين عن هذه الحرب أمام محكمة جرائم الحرب كمجرمي حرب لأنهم تسببوا في إرهاق مئات الأرواح البريئة من الفلسطينيين من الأطفال والنساء والرجال فضلاً عن توتر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وعن نظرته للواقع الحالي خاصة و أن كل اليهود في العالم مصنفون على أساس أنهم تابعون لدولة إسرائيل ، قال : هناك أيام للألم وأيام للأمل، أمل في رئاسة جديدة لوطني أمريكا والأمل في تحسين التفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي أما الألم فهو ما يجرى من شلالات الدم في غزة وهذا تدمى له القلوب وتدمع له العيون ، وأنا أرفض فكرة الصراع وفرض الهيمنة بالقوة التي تسعى إليه السلطات الإسرائيلية في قتالها للفلسطينيين الأبرياء في غزة وأقول مرة أخرى لا يعبر عن وجهة النظر اليهودية وليسوا كل اليهود في العالم يرضون بذلك ولا يتبنون أي سياسة لإسرائيل وأقول ان الأمل في التعايش يأتي من التاريخ في وقت كان الحوار والتفاهم بين الأديان السماوية في حوض البحر المتوسط على مدى مئات السنين والتفاهم الديني لابد أن يبنى على الصدق والأمانة أساس التواصل والتفاهم التي نرجو الوصول إليها ، وإنني كمخرج سينمائي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وتعالت الأصوات في أمريكا وغيرها بالقول بوجود صراع بين الحضارات قررت ان أخرج فيلما وثائقيا عن عالمين من المصلحين في التاريخ أولهم من الأندلس وهو مسلم ويدعى أبو الوليد بن رشد ونظيره اليهودي عيسى ابن ميمون هذان العالمان ولدا في قرطبة في مرحلة الوجود الإسلامي في الأندلس في فترة تميزت بالسماحة والتفاهم بين الشعوب والأديان وهى فترة الحضارة الإسلامية ففي ظل هذه الحضارة ساد العدل والرحمة والتعاون لدى الجميع ، والفيلم الذي أخرجه يركز على حياة ابن رشد وابن ميمون والذي يؤكد من خلاله انه لولا الحضارة الإسلامية ما كان عصر النهضة الأوربية ولقد ارتحلت بين كثير من البلاد الإسلامية والعربية لمدة ثماني سنوات وتعايشت مع الشعوب الإسلامية بترحاب ومحبة وتحدثت في بلاد الولايات المتحدة خاصة مع الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية في مؤتمراتها التي تجمع أكثر من 40 ألف مسلم وهم شاركوني في تمويل الفيلم فأرجو ان ابعث بصرخة للإسلام من خلال هذا الفيلم وأدعو لتعايش الأديان والحضارات.