حمّى!
يلوكني وخز شتاءٍ أخير
يجدّل في دمي وداعاً نابضاً .. كي لا أنسى برودته ولا غليان قلبي
أتكوّم على نفسي
أنفرد بظلي وأتلو على سمعه شكواي مني
لستُ أجيد الثرثرة! لذا أنفي نفسي بعيداً في ظلٍ ما
أو ربما أتركني لشمس شتاء ٍ ما تدفئ بعض برودتي
...
مشكلة الثلج معي
أنه يعيث في عقر قلبي بأظافره الطويلة
ويترك للجدران فيه من النزف حمى!
أظل ّ بعد مروره أرتق ُعمراً متثاقلاً
وما إن أنتهي
حتى يقفز شتاءٌ جديد
...
مشكلتي مع الثلج
أن قلبي يقضمه ببطء
وحواسي تعيشه فصلاً كاملاً لا يبدّل خطوة
إلى قلبي.
ورغم ذلك أذوب حمّى!!
…
أتزلّجُ على قارعة إنتظار
بحياد ٍ أراقب ظلّي على طرق الرحيل
وأعلم أنني سأخطو وقلبي درب الخلاص!!
يترنح بي عمرٌ ثمل
يشكو حرقة غياب ٍ مستطير
يتراشق سكرته مع الريح
يرتدّ بعيداً عن حاجب المعنى
ويقول:
سأنتظر حتى الشتاء الأخير
ويلتفت.. ربما رحل شتاؤك الأخير!
تصيبني حمّى
[ هل ثمة بقاء ٌ يتنفسني بعد؟]
...
على مرأى غيمةٍ أرتـّب جنوني بالمطر
فجنونها حولي خارج السيطرة
أحتسي الشاي
وأنفخ في أصابعي
أحاول صنع الدفء
أعرف جيداً أنهُ لا يصنع وأنني لن أعرف
إلا البرد الآن
ربما الحمّى ولكن!
أين الدفء؟