وقت تبادل الأبرادان
وفي كبد السماء كان تنافس القمران
جلست على شرفة مخيلتها
ترتشف السكينة من فنجان الأمل رغم مرارتها
وتسند هامتها على طيف أحلامها
وأنامل يمناها تشد أطراف ذكرياتها
نعم بقوة كانت تشد
ولكن للألم وخز جميل في روحها.
وأخذت تطرق بأنامل يدها الأخرى على أطراف
منضدة صبرها.
وسكت كل من حولها
حتى العطر في بقايا جسدها
ليتحدث حينها طير على غصن قلبها
وكان صوته هادئ كهدوء أنفاس الموتى من أحبابها
وسألها:
بشرية أنت أم جان!!!
ألا تفتقدين حضورك في غيابك
ألا تحنين لكيانك
إلى متى وأنت الزيزفون في حياتهم؟
حتى بتِ كالزوان في حياتك
تنبهت لصوته الجميل.....
ليقطعه صوتها الحزين
..هل هو جنون..
إن أبحت لك بسر..
فكم أشتاق أن أرى وجهي في مرآتي
أخاف أن أنسى ملامحه فأنسى ذاتي
وانسي حكايات أيامي
حكايات ليس لها زمان..حكايات تفتقر لذات المكان
نعم أكون هنا وهناك وما بين هنا وهناك لي حضور
وهمست له بدمع المآقي
ولكن يا عزيزي: لا أراني!!!
وتسألني بشرية أنا أم جان؟؟
أنا فراشة...منذ أن كان
اشتاق لورد يذكرني بأريج أنفاس صباي ..
حينما كان النقاء يرسم على جدران حارتنا
والشارع يخلو من الغرباء في مدينتنا
والضحكة تعلو في جلستنا
والطهر عنوان طفولتنا
فهل هذا محال أم قد فات الأوان؟؟؟؟
فغرد على مسامع جرحها باكياً:
كم الحنين.....لـــــ أشواق وتراتيل لقاء
وكم الأنين.....لــــ فراق وتفاصيل عناء
وبكى حتى أبكى كل من حولها
أوراقها ومناديلها
وصور الذكرى في درجها
وبقايا شعرها على مشطها
ومرآتها وجدران غرفتها
حتى السكينة في فنجال أملها
ورفرف الطير بجناحيه باحثا عن حريته من أقفاص صدرها
قبل أن يلفظ أنفاسه من رئتيها...!!!!!!!