~ في داخلي ملكوت ~
أنجّدُ الرّوحَ رتقاً للجراحاتِ
أخيطُ ما مزّقتهُ كفُّ مأساتي
وأندفُ الوجعَ المركومَ في رئتي
كيما يمّرُ رهيفاً بين آهاتي
ما كنتُ إلا غريباً تُهتُ في جسدي
وأي تيهٍ تمادى في غواياتي
حيرانُ أمشي ويمشي الشكُ في قدمي
تمتدُ في هاجسِ الآتي مسافاتي ..
تشُدني في مَهَبِّ العُمرِ أسئلتي
فمن أكونُ وما مغزى وجوداتي
من عالمِ الذَّر والأرحامُ تدفعني
طفلاً.. أسائل عن تأويل صرخاتي
وتكبرُ الدهشةُ المُدْلاة في شفتي
أنى نظرتُ أرى بؤسي مُحاذاتي
كأنما داخلي ليلٌ بلا قمرٍ..
يمضي المساءُ ولا تأتي صباحاتي
لا نورَ لي في سديمِ الطّينِ.. يلبسني
إثم ٌ /سوادٌ بأعماقِ انطفاءاتي
والذنب سلسلةٌ تلتف مشنقةً
لتقتلَ الروح خنقاً باشتهاءاتي
بحثتُ عني فقد ضيعت خارطتي
وضيعتني طويلا لا مبالاتي
بحثتُ عني ..وقد ساقطتُ أقنعتي
فما رأيتُ سوى مسخاً بمرآتي
هربتُ مني ..وظِلُّ الخوفِ يلحقني
ومن أمامي شياطينُ الملذّاتِ
أين المفرُ.. وإذ بالضوء يومئُ لي
اركض برجلك للمقصود يا آتي
فغبت في سكرة.. لا لست في حلمٍ
في داخلي ملكوتٌ من ضراعاتي
"أستغفر الله " وهجا فض أغشيتي
وامتدُ حقلا /بياضا ملءَ توباتي
وكنتُ قابَ سقوطٍ في هوى دنسي
فصرتُ قابَ وصالٍ للقداساتِ
في جلوةٍ جاذبت روحي لمنبعها
كقطرةِ الماءِ تصبو للسماواتِ
ترقى وفي سلم الأشواق ترفعني
لم يبق في سلمي إلا مجازاتي
طرقت بوابة الرحمن مُحترماً
فأُشرعت جنة الرضوان في ذاتي
ما بين بسملةٍ تنثال في شفتي
وبين تسبيحة في ناي نبضاتي
وإذ بقلبي نبيٌ في عروج ٍ دنا
لسِدرةِ الوجد ..جبريلي مناجاتي
ومال يسكب زيت الوحي في لغتي
فأشرقت باسم رب العرش مشكاتي
فهمت عشقا ورب الشعر يلهمني
نظمُ الرسالة تبليغا بأبياتي
ما أقدس الروح إذ تهفو لمبدعها
تجردا من أباطيل الخرافاتِ
سأغزل الذكر فستانا يليق بها
في محضر الحق محبوكا بسجداتي
وأرتدي بسمةً ملساءَ في شفتي
فقد تجعد حزني في مساماتي
وحين تخفقُ بالأشواقِ أجنحتي
سأُطلقُ الحب حراً كالفراشاتِ
نحو الإلهِ سأمضي فالرضا جهتي
ومُرتقى الوصلِ ..في تسبيح ناياتي