[ فلاش باك ]
الاربعاء 14/04/2010م
سهرت سهرا عنيفا جدا , ولم أنم إلا بعد صلاة الفجر ,
استيقظت في السابعة , أهذي بـ حلم لم يكتمل , ولعنة صباح طويل جدا , بدأ بـ دش بارد جدا,
وكوبي قهوة , وتأكيد على فقدان رأسي , حيث أنني لم أظفر بـشراء البنادول اكسترا , كما طلب رأسي قبل ثلاث أيام ,
بعد جدل لم يدم طويلا أقنعت مديري البارحة بـ أني سأضع توقيعي المصون في دفتر الدوام و أذهب لـ مشواري السنوي , لمقابلات وظائف المعلمين ,
طبعا لا زال مديري يسألني :
خلاص يا أخي أنت موظف , تبي التعليم ليش ؟
أريد أحيانا أن أطلب منه أن ينظر للمرآة ليعرف لمَ أن أود التعليم مبدئيا , وقبل الرغبة القديمة ,
وقبل العمر الذي أفنيته في عشر سنوات بين بكالريوس لغة عربية و دبلوم تربوي مسائي و شهادة الرخصة الدولية في قيادة الحاسب وخبرة وظائف متفرقة طيلة خمس سنوات مضت , حتى أستقر حالي في وجهه ((مديري))
في المكان المعتاد للمقابلات ((المتغير بشكل سنوي تقريبا ))
كالعادة , التنظيم يسوء من عام إلى عام ,
دخلت وانا أردد : كلاكيت سادس سنة .
أملك سحنة لا تنسى , ولسان لاذع ببرود , لذا من يتجاوز معي لحظة اللقاء لا ينساني مطلقا ,
هل هذا سبب تهميشي في التعيين ؟
من حسن حظي وقعت في لجنة , بها رجل حصل بيني وبينه صدام العام الماضي ,
ابتسم حينما رآني , وقال : يا ليل انت للآن ما وظفوك , ما مليت يااخي ؟
همست : كيف تمر علي سنه ما اشوفك ؟
تلعثم وسط ضحكات زميليه ...
لأول مرة لم يسألوني في التخصص , كلها حوارات شخصية بحته , لا تخلو من سؤال الست سنوات الماضية , الذي يبدو أنه سر التعيين :
ما رأيك في رجال الحسبة ؟
لم تختلف إجابتي عن السنوات الماضية , أتظنون ستختلف النتيجة , وأتعين ؟
أجمل مافي هذا المشوار السنوي , أنك تلاقي رفقة الشقاء الجامعي , وما بعده ,
وأسوأ ما فيه أنك تجد أن أحدهم قد تأثر بـ شكل سلبي بحالة البؤس هذه , فمنهم من كاد أن يفقد عقله , وأصبح غريب الاطوار , رث الثياب ..
قبل مدة كُتب عن شاب متخرج من نفس جامعتي وكليتي وفي دفعة لحقتني بسنتين حسب ما قرأت , أراد الانتحار عند الحرم , لأنه معدم , و أنسباءه يريدون تطليق زوجته منه وأخذ طفليه !!!!!!
وآخر أعرفه شخصيا , لم يزل يمتّر شارع الجزائر بحي العتيبية في مكة , ذهابا وإيابا , والابتسامة البلهاء تغزو محياه , بلا هدف , تحاكيه يعرفك ولا يعرفك , أصيب بصدمة نفسية , ... ثلاث سنوات وتلك حالته !!!
كنت أجلس في انتظار الادوار , وفيروز تداعب أذني :
"يا طير يا طاير على أطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني
يا طير
يا طير
روح اسألن ع اللي وليفه مش معه
مجروح بجروح الهوى شو بينفعه
موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعه
وتعن ع بالو ليالي الولدنه "
وتعن ع بالو ليالي الولدنه
وتعن ع بالو ليالي الولدنه
وتعن ع بالو ليالي الولدنه
وتعن ع بالو ليالي الولدنه
وتعن ع بالو ليالي الولدنه
أه , نسيت :
سلموا على صالح العبيد ,
وقولوا له : سـتسأل عن هذا يوما , أين أنت من بغلة عمر , ؟!!
تحاياي