.؛
بحرم الجامعة وبمقر رئاستها ، كنت أنتظر حاجتي بقاعة زرقاء وكراسيّ سوداء تتوسطها طاولة بيضاء ووجوه مختلفة التفاصيل ومتنوعة الفكر ، كان هناك رجلان بين الملأ الأول متململ ، عينه اليمنى مصابة ، وقد بطحته بطنه كرسيّهُ المتكاسل أن يرفعه ، وجنبه رجل يحمل محفظة سوداء بهيأة أستاذ ، يشتكي الأول للثاني النظام والإدارة ، بل بالأحرى يعيبها بتجارب أجهدتْ وجهه وأكلَت نصفًا مِن لسانه الَصَّامِت ، وفضَحت شخصيّة السُّوق الشَّعبية في فكره ، أردف يقول : "الشعبُ منعدِم الثقافة ، وإلاَّ ما بلغ الفساد ذرْوته .."
أجاب الثّاني : "ليس الأمرُ كذلك ، فالقضِية أعمق من قولك ، قُل بالأحرى هل الشعب قابل للتثقيف ، أم يعاف ذلك ..!؟ "
استهوتني فكرة القبول أو الإعراض وسبل الإرضاء للوصول لنكهة ثقافة حديثة وحضاريّة ، هذا الشق الصّدِئ في فكر العرب خاصّة
فما هي أصول التثقيف المقبولة بنظرة عربيّة مقنّنة ومعدّلة حسب البيئة والزمن ؟
هل الثقافة في مجتمعاتنا العربية حكرا على الفن بكل تسلسلاته ؟
أم بعد كل هذا تعيب افكارنا مسألة القبول أو الردع ؟
لازالت قائمة الإستفسارات ترفع للنقاش من على منبر عربيّ هجين ..