يالحروفك حينما يسوقني القدر إلى متابعة قراءتها! إنها تنسيني في لحظة من شرود كل إساءة اقترفتها في حقي، وكل حب اقترفته في حقك، ولا تحيط حدقتي إلا بتعويذة منك ، تعويذة بك منك، جمعتْ في ذاتها العلة ومسببها، والعلة ومداويها.
منذ فترة وأنا على الشط الآخر من حروفك المستورة، أتفاهم مع الأقدار تارة، ومع حبي تارة أخرى، وأخرج كما دخلت خالياً منك دخولاً، وخروجاً..واليوم حركتِ الستار الواهم عن قرصك المستديرلأراك، وبكل رؤية أكتبك، وبكل كلمة أعشقك، وبكل زفرة عشق أموت وأحيا مرتين بك.
تساؤلات تصعد وتنزل في خافقي ، لا تقترب خشية إحراق القرص، ولا تبتعد خشية إحراق الروح..وبها من الصعود أمل، ومن الهبوط يأس، وهي بينهما لا تعرف أرضاً، ولا سماءً.
كلماتك التي أكثرت من إيرادها اليوم حلوة مثلك، أراك فيها من خلال نبرة الأنثى الغارقة في قاع بحر من جنون، وعلى تحضر عباراتك ينبعث صوت خفي منها يلغي جميع بنود التحضر ليتمرغ في ساحة عشقي متهتكاً، متصلباً..وهل يغني تصلب الحال وهو في غاية التبعثر حتى تمن عليه يدي لتجمعه متسامتاً مع شفتيَّ لا يقول لا، حتى يصححها بألف نعم.