[ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب )) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 79 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75202 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 795 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-31-2010, 10:17 PM   #32
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

افتراضي


الخط الأول :

تبنى الخط الأول مجموعة من الأفكار التي ربما ستلاقي استحساناً عند الكثير منا

قالوا (( إن المادة التي يمارس عليها التأويل هي ناتجة عن عقل الآخر(( المؤلف )) وآليات تفكيره
وكيفية فهمه للأشياء ومعانيها )) ولذلك يحاول التأويل أن يدرك مافعله هذا الآخر أو فكر فيه أو كتبه ... (( فالنص يعني ماعناه المؤلف )) وهذا المعنى الذي قصد إليه المؤلف هو ما نطلق عليه (( المعنى اللفظي )) فالقارئ يستطيع ان يصل إلى تأويل مشروع إذا استخدم المنطق الذي تبناه المؤلف لتحديد معنى نصه ولكن لن نكتفي بذلك ..فالمؤلف متأثر ببيئة ثقافية سائدة تتبع لفترة كتابة النص الزمنية وكذلك الأعراف والتقاليد الأدبية التي كانت في متناول يديه اثناء الكتابة أيضاً علينا أن نأخذها بعين الاعتبار ..لنصل إلى تأويل مشروع للنص ..
وهذا (( المعنى اللفظي )) كما سماه الخط الأول هو قابل للتحديد ويبقى ثابتاً عبر الزمان إذا استطاع القارئ الكفء أن يسترجع حيثيات كل ماسبق وتحدثنا عنه ..

إذاً أين المتحول ؟

هنا يقول الخط الأول بمفهوم (( الأهمية )) وهي ان حياة النص وتغير تأويلاته تتبع للقارئ
من حيث بيئة القارئ الثقافية أعراف الحقبة الزمنية السائدة في زمن القراءة شخصيته وأفق تأثره
والموقف الشخصي ...وإلخ ...كل هذه الأمور هي التي تعطي الأهمية للنص ...وتمنحه تأويلات متجددة ..
إذاً أهم ماصدر عن هذا الاتجاه هو تثبيت (( المعنى اللفظي )) وربط التأويل المشروع له بقصد الكاتب .. والأمر الآخر هو مفهوم (( الأهمية )) وهي مهمة موكلة إلى القارئ ولكن دائماً يجب عليه العودة والاتكاء على قصدية المؤلف .. للحصول على معنى مشترك ..

الخط الثاني :

أطلق هانس غادامير مجموعة من المقولات المهمة جداً كما أعتقد فقال رداً على الخط الأول
(( ما أهمية فهمنا لعقل الآخر إذا كان عقلنا الذاتي الخاص شرطاً كافياً ومكتفياً بذاته لإدراك الحقيقة )))
فالقارئ يحضر إلى النص ولديه فهم مسبق تشكل وتكون نتيجة آفاقه الشخصية والزمانية الخاصة
وبالتالي عليه ان يفتح حوار بينه وبين النص .. ولا يتعامل مع النص كمادة معزولة بذاتها ومستقلة
إنه سيستجوب النص ..وبنفس الوقت يجيب عن أسئلة النص فالكاتب والقارئ لديهما تداخل بالموروث المشترك ..
ولكل منهما موقف منه .. إن القارئ هنا يمثل جزء من مؤسسة اللغة والتي هي نفسها من صدر عنها النص ..
فكل كاتب في لحظة الكتابة أعطى قصداً ما لأنه لايتحكم بلغة كتابته وقواعدها وموروثاتها بل هي التي تتحكم به إذاً أين هي المعاني الآخرى ؟
وهذا ما دفع غادامير للقول (( نصف الكلام للمتكلم والنصف الآخر للمستمع إليه ))
أما عن تثبيت المعنى اللفظي ..فهو مرفوض عند غادامير ..لأنه يعتبر أن العملية برمتها نسبية
وليس من الموضوعية أن نجعل النص الأدبي له معنى قار فقط لأنه يتبع لزما نية التأليف فمعنى النص إنما هو (( حدث )) ناتج عن تداخل الآفاق التي يجلبها القارئ معه إلى النص مع آفاق النص
لأنه مهما يكن لابد أن التأويل هو تابع بالضرورة لخصوصية القارئ وزمانيته وآفاقه وهذا غير ثابت ونسبي من قارئ إلى آخر .. إذاً هناك زمانية القراءة وبالتالي لايوجد تثبيت للمعنى على الإطلاق .. مادام أن القارئ متبدل ..بالرغم من ثبات الطرف الآخر في معادلة الفاعلية الأدبية وهو المؤلف ..

لابد أن نشير أن هانس غادامير بهرمينوطقيته لا يسعى إلى وضع أسس للتأويل إنه في الواقع
يحاول وصف الكيفية التي يتم فيها فهم النصوص ..

اللمسة الأخيرة :

هناك حقاً دائماً من يحضر ليتابع البحث ..إنه (( هابرماس )) وهو الذي طرحاً أمراً مهماً عندما قال (( صحيح أن الحوار القائم بين القارئ والنص هو الذي يفضي إلى التأويل ولكنه ليس ذلك التأويل الذي نستطيع أن نصفه بالموضوعية ..إنه مجرد وهم قائم بين القارئ والنص ... فالحوار القائم بينهما للوصول إلى خلاصة تأويلية قد يخرجهما عن الكلام الذي يعنيه النص دون أن يشعرا))
وذلك لأنه هناك قسرية تفرضها قواعد اللغة وأعرافها وتقاليدها وخاصة إذا كان الطرفين من نفس اللغة مما يلزم الحوار بالدخول في مضمار الإتفاق الوهمي خاصة أن التأويل هو محاولة لتثبيت ماهو مجازي وبالتالي يتدخل منطق اللغة وهنا تبدأ عملية العقلنة ..والنص الأدبي أو الشعري يتجمد وينتهي بمجرد محاولة عقلنته فيسقط الكثير من الأبعاد التأولية للنص ..

أين الحل إذاً عند هابرماس ؟

إنه يطالب بمراقب خارجي غير مشارك في الحوار بين النص والقارئ .. وهو من نسميه
الناقد الأيديولوجي .. والذي يراقب التغيرات التي تطرأ على طرفي الحوار والشذوذات التي قد تودي بهما إلى وهم الوصول إلى معنى النص ..
فسبحان الله ما أعظم هذه اللغة

وفي نهاية المطاف لابد من الإشارة إلى أن جماعة التأويل فرق بينهما محور أساسي ..وهو المؤلف
فمنهم من أكد على أهمية قصد المؤلف ..وهم جماعة التأويل الكلاسيكي ...
ومنهم من لم يعترف بهذه القصدية كما رأينا في نظرية التلقي ..ومابعدالبنيوية ..والتفكيكيين وموت المؤلف
وقالوا بأن اللغة أعظم وأكبر من قصد المؤلف وإنما المؤلف ليس أكثر من لحظة كتابة
ولغة النص وأفق القارئ هي الرحم لولادة أية رؤيا تأويلية

السيدات والسادة ..

الحديث شيق عن فن التأويل ..ويحتاج على مساحات أوسع ..
ولكن كعادتنا في عرض هذا المتصفح أحببنا أن نطل من نافذة الفكر إلى رحاب فن التأويل ..
كما تنظر إليه أعين الفكر المعاصر ...
وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.