أنتِ يا دمي
أنتِ فقط
من ليل الجراح أهديك نزفاً حتى النخاع كتبه انسان يسير محنيّ الهام في طريق رسمتيه شوقاً إليك
................
............
أنا وحزني وبقايا جمر وهذا الليل يطوي في مداه أسرار العابرين , هاهي ليلة تقف صرخاتي في تجاويفها كصرخات الحائرين على مفارق الطرق , أجمع خيوط حزني إلى فراغ وحدتي المخضلّة بالدمع لأنسج آهة مكبوتة تزفر في جوف الليل
حزن بمسافات العمق الضارب في أعماق النفس يملأ وحدتي
الحب /حزن ..البعد / حزن ..الذكرى / حزن ..الحقيقة / حزن
وجدتني مجموعة أحزان تسير على الأرض , أشارك الناس أفراحهم وأحتاج إلى من يشاركني أحزاني , أمضي في دروب العطاء حُبّاً لأنتهي عند المحصلة توجعا
في طريق العتمة وجدتها , وردة تقف في حقل الليل الحنظلي , وحيدة تزخر بالحياة رغم الجفاف , امرأة تلملم أوراق السنين المتساقطة من زوايا الذاكرة دموعاً في صرخة شوق .تتخذ من الزوايا المتكاثفة في أعماق النفس ملاذاً حين أتعبها الركض في أحداق البشر بحثاً عن الانسان , يأتيني صوتها من المجهول حقيقة تنساب في أذني شعاعاً ينسلّ الى الدواخل يتلمّس الحقيقة ..استرسلت في عواطفها المتلهفة جرياً وراء المعرفة , أعادت أصداء الزمن الأجمل لتستيقظ جذور حنين تيبّست بالعطش ...
حين تشكّل الحنين بين أحناءها اختلت بي , أماطت اللثام عن حروفها لتضمّني إلى سطرها نقطة توقّف في إيقاع زمن صاخب , امتدت يدها الحانية تنضو عنّي ثوب الكبرياء وتقتلع من أعماقي انسان غيّبته تأوهات السنين ولواعج الحاضر ...
هل مازلتِ معي غاليتي ..وقفتُ ذات وله في محرابك خاشعاً أرنو بصمت لضوءك القادم من وهج محياك , أخطو على ضفاف سناه فراشة تحتضن آهات العاشقين . تزملت رداء حنانك في زمن العري الوجداني واستشعرت الدفء حين أشعلت خفقك حروفا , منحتيني غاليتي الحياة خفقا / حنانا / شوقا ثم وقفتِ كفلاح ينتظر طلوع غرسه ..
وجدتني أمام هذه التي فرضت معنى الانسان على وجدانها , المتوهجة بالعطاء المتجدد عقلاً ووجدانا , وجدتني أعجز عن الوقوف وأنا أعدو باتجاه رياح مشاعرها , انحنيت لألتقط أحاسيسي المتبعثرة بين جوانحي , لأنثرها ثانية على سياجها ..
في ضيافة كلماتها أبوح بكل شيء ..أسراري / أحزاني / أحلامي , وحين توديع الكلمات ترتسم أمامي كرمة تتدلى منها حروف أربع ..أ . ح . ب . ك
القدر يطوي خطانا تحت سواعده , يكتب مواعيد اللقاء ولحظة الوداع , يعاودني الحزن حين تُقبل من البعد عتمة الغياب , يعاودني الحزن ل**** مني فرحتي بك ..
يا آخر شوق يضيء عتمة النفس ووحشة الدروب , مُثقل أنا بالشوق إليك بيد أن الوداع القسري يأخذني منك عنوة ليطفيء الأمسيات المكسورة بلحظة غياب
الوداع .. نداء نُقشت على جداريته تلويحة شوق _ يوسف .. لا تُطِل الغياب _
ابن المدينة
الحربيـــ يوسف