:
ها أنت
تخرج من الموت وحيداً
لم تتجاوز برزخ الحبّ
خانك الهواء وأضلعٌ أضعفُ من مقاومة الصّبا
عُد إلى روحك الآن
انتفض كما يفعل الحَمامُ بعد ليلةٍ ممطرة
لا تلتفت نحو اليسار ولا اليمين
عُد إلى الفجر
هناك
يتيقّن قلبك أن الصباحٍ قادم في الطريق
لا مفاجآت بأنتظارك ولا قلقٌ يقاسمك الأفطار
لا شيء يستدعي الترقّب
احلامٌ في متناول القلب
كأس شايٍ مع عابرٍ يغيّر إطار سيارته
أو مباراةٌ في حيّ مجاورٍ
نُكاتٌ تُغضبك موجهةٌ لفريقك المفضل
غرس شجرة بزروميا أمام باب منزلك لتقي سيارتك التي تحلم بها غضب الشمس
الأستماع إلى شكوى قطط الحي ليلاً
سيجارةٌ سريعةٌ أثناء لعب البلوت كي لايتضايق صديقك
شبّاكٌ يُفتح لتَشبع العين المراهقة حبّاً طفولياً
دعكَ من الغدِ
كبرقٍ أنت الآن
تومض ثانيةً واحدة وتخلّف عطباً لأيام في مزاجك
كُن كما تُريد الحزينةُ وكما كُنت قبلاً
أكثرُ صباحاً من العصافير
لا تنجرف في الحلم ولا الحبّ
احتفل بما تلقيه عليك الغيوم من أغاني
البسطاء أسعدُ أهل الأرض
لا تُتعب رئتيك في الركض خلف الراحلين
ثمّة أطفالٌ يعبرون الشارع نحو الشمس واثقين من الله
صديقك مات غاضباً لخسارته في لعبة بلايستيشن
آمِن كجدّك بعدالة السماء
اقفز من الأمس نحوك
في الجوارِ أرضٌ تحبّك وقبرٌ في الأنتظار
عُد أيّها الخارج منك
أنتَ ابن اليوم والأمّ الطيّبة !