إلى صديقي وبهجة القلب " كرّومي"
....
أبا خالد والناس أسكرها الهوى
وأبعدها قلب من الصخر أصلد
تمر بها الأحقاد حيرى هزيلة
فتزرع من شر الخصال وتحصد
كأن بها شوقا الى الهجر والجفا
فليس لها عند الخصام تودد
عليها من الآفات شر عباءة
وبؤس من الإجحاف ليس يحدد
تراودني للصلح معهم مودة
قديمة عهد شأنها يتجدد
ويمنعني صد بدا بعيونهم
فتحجم روحي والمواقف تشهد
هو البغض يبدي ودّه بشروطه
ويطلب صكا للولاء ويجحد
إذا كان قلب الصحب رهن ضغينة
فكل المساعي دونه تتبدد
تباغت عهد الوصل أدنى ذريعة
وتنسف ما قد كان منه وتبعد
ظنون وأوهام وجور وقسوة
تحيط بقلب خبثه ليس يخمد
فما هو بالقلب المحبّ لصاحب
ولا هو بالمرء الذي يتمجّد
اذا المرء لا يبغيك إلا متابعا
فأي صديق في الورى لك يحمد
أنزه نفسي عن رجال سئمتهم
وشخص له نفس من الليل أسود
أينكر عهدا كان أحلى من الهوى
ويبدي عداوات لهن مؤيد
مودة إخوان المصالح علقم
وليس لها عقبى وليست تخلّد