[ ضد التيار ]

[غدير المشاعر]

حالة من الحزن نشعر بها جميعا .. وكأن الأيام تكرر نفسها بنفس الملامح والتصرفات والأفعال .. ونفس الأشخاص يخُتارون ليتشهدوا على أيادي الجيش .. نعم الجيش تورط بالصور .. كل مره كان يتهم فيها أفراد الشرطة .. ولكن الشرطة انسحبت وكأنهم يقولون لنا .. نحن بعيد .. ف أنظروا من الفاعل الحقيقي .. ونظرنا ورأينا ما أدمى قلوبنا .. هل هذا هو الجيش الذي فرحنا به وتغنينا له .. هل هؤلاء هم الجنود الذين من أجلهم كنا نريد تقبيل الأرض من تحتهم .. هل استطاعوا أن يفعلوا بنا ما فعلوه بدم بارد .. الجيش المصري هل يتشبه بجيش سوريا الآن .. هل هذه هي الحقيقة التي كانت غائبة عنا وفرحتنا بالنصر وإسقاط النظام أعمت عقولنا .. للآن أنا في حالة عدم استيعاب لكل ما حدث وكل ما شاهدناه ..
هل هناك من يزال يدافع عن المجلس العسكري ..!
هل هناك من يقف في وجه الشعب من أجلهم .!
هل هناك من يقف بميدان العباسية ويهتف بحياة المشير .!
أين الجيش المنفصل والمؤسسة المنفصلة التي تحمي الشعب حتى من مجلسه ..!
أين القادة الشرفاء في الجيش .!
أين الجنود الأبطال .!
أين وأين وأين .!
كل يوم يثبت فيه المجلس العسكري فشله الشنيع .. كل يوم يثبت لنا المجلس أنه ابن مبارك .. كل يوم ثبت لنا المجلس أنه حتى لن يستطيع الدفاع عنا وعن أرضنا وعن حدودنا .. كل يوم يثبت المجلس طمعه في السلطة .. كل يوم يثبت لنا المجلس أفعاله الدنيئة وتورطه في كل الأحداث .. وها هي الكذبة تتبع أختها .. خرجوا لنا على الشاشات يقولون بكل عين فاجرة وقادرة أننا لم نطلق أية رصاصة في صدر متظاهر .. وخرج لنا الرجل والورقة الخاسرة " الشايب " الجنزوري .. ليبكي بكل أسف على المجمع العلمي .. متجاهل الأرواح التي زهقت بعلمه وعلم المجلس وبإشارة رخيصة منهم .. ليكرروا نفس الخطأ ونفس الأسلوب ونفس الطريقة في فض الاعتصام ك الأغبياء .. دون خوف من أحد .. ودون الاكتراث لأحد .. نعم ولماذا يخافون منا .. إذ كل من قتل وسحل في محمد محمود وماسبيرو تم التغطية عليهم .. لماذا لا يكرروا الأمر ويمر مرور الكرام .. نعم
لأننا شعب رخيص بالنسبة لهم
لأننا شعب يرضى بالقليل
لأننا شعب تربى على الخوف والجبن
لأننا شعب لا نسعى إلا وراء لقمة العيش والجنيه
لأننا شعب جبان
هكذا ربانا مبارك .. على أننا أرخص خلق الله
ف ماتت النخوة فينا .. وماتت العزة فينا .. وماتت الرجولة فينا
ف أصحبنا نرى من يسحل في الميدان ولا نتحرك
وأصبحنا نرى النساء تجرد من ملابسها وتسحل بدم بارد
أصبحنا نبكي على المجمع العلمي أكثر من بكاءنا وحزننا على شهدائنا البلطجية
نعم بلطجية .. نعم هم أنفسهم نفس البلطجية التي دُعست في ماسبيرو .. ونفسهم هم من قتلوا في محمد محمود .. وهم هم نفس متظاهري مجلس الوزراء .. فماذا نبكي عليهم .. ولماذا أصلاً يطلق عليهم شهداء .. شهداء وباعتراف أحد الخبراء الاستراتيجيين هي مجرد كلمة " للترضية " ولكن هم في نظر المجلس العسكري ليسوا بالشهداء بل هم بلطجية ..
يا بتوع العباسية هل الآن انتم سعداء ..!!
هل تم شفاء غليلكم منا ..!!
هل ضحكتم كثيراً على النساء والشباب .!!
يا مجلس يا عسكري أبلغ حبيبك أنك تتبع نفس خطاه ونفس المسيرة ونفس الروح .. يا مجلس يا عسكري أخبر رئيسك الأعلى أنك سوف تقتل روح الثورة فينا .. وأنك سوف تزهق روح النخوة فينا .. يا مجلس يا عسكري أخبر سيدك أنك تقتل وتذبح وتسحل وتقنص وتزهق كل الأرواح التي ألقت به في السجن وأنك ستأخذ بثأره منا .. يا مجلس يا عسكري أخبر صديقك أنك تقوم بالمقايضة بنفس المهارة وتبيع بلدك بنفس الذكاء وتقتل الثورة بنفس البرود وتعاند شعبك بنفس الجبروت .. أخبره أن شعب مصر الذي أقام ثورة شهد به العالم كله يسحلون ويلقنون درساً لن ينسوه إذا فكروا يوماً أن يستعيدوا روح الثورة أو الاعتصام ..
ويا جنزوري يا رجل الأرقام والحسابات .. يا صاحب أغلى صبغة شعر في العالم .. يا من قلت نحن قادرون على فض الاعتصام وقتما نشاء ولكننا نحترم الشعب ومطالبه .. يا من صار لك صوت بيننا رغماً عنا .. ألم يبلغك أحد أن الشعب يبغضك .. والآن زاد البغض أكثر عندما أثر فيك احتراق المجمع ولم يؤثر فيك الشيخ عماد والشهداء الباقين .. لم يؤثر فيك أعداد المصابين المتزايدة بين الدقيقة والأخرى .. لم يؤثر فيك مشهد سحل المرأة المصرية المجردة من ملابسها والله إنه عار عليك عار عليك أيه الوغد العجوز .. وعار على مجلسك الأعلى المنافق .. عار عليك أيه الدمية المتحركة بخيوط تتدلى من كراسي الجنرالات .. عار عليك أن تدخل مكتبك على جثثنا .. وعلى دماءنا .. وصرخت بأعلى صوتك ( يمنعون دخلونا لمجلس الوزراء .. بيت الأمة ) وصرخة بها عالياً بيت الأمة .. أي بيتٍ يا رجل
الأمة الجائعة أم الأمة المشردة أم الأمة المهانة أم الأمة التي صبرت على ويل مبارك أم الأمة التي رخصها حاميها يوماً وللآن .. أم الأمة التي فقدت الثقة حتى بنفسها .. أم الأمة التي يعيث فيها فساداً البلطجية ليلاً نهاراً وأنت نائم في بيتك تحت الحراسة المشددة .. آآآهِ وآه
أيها المجلس العسكري أنت مجلس رخيص ك رئيسك المخلوع
أيها الجنزوري أنت دمية أفيق أفيق يا دمية
أيها المجلس الأرض أرضنا والجوع نحن من نشعر به والمرض نحن من نموت به
ورصاصكم يخترق صدورنا نحن .. نحن من رفعناكم عالياً وانتم لا تستحقون
أيتها الأحزاب الدينية التي رفعناكم أيضاً عالياً أين أنتم ..!!
أين أصواتكم التي سوف تصرخون بها عنها وتدفعون بها الظلم عنا ..!
لماذا خرستم الآن .!!
أقبلتم بالصفقة ونحن خدعنا .!!
أقبلتم بأن تختفوا يوم نقتل .. وتخرجوا وقت الصندوق .!
لماذا كتب علينا من نرفعه عالياً يرمينا تحت أقدامه لماذاااااااااااا
وآآآه يا بلد جنرالات وخونه