وبعد غروب لقائنا مع غروب الشمس يتبدى صوتك المحمر من أفاعيل الشوق اليوم ليصافح حزن الغروب بأمل البقية الباقية من حمرة الشفق، وأجد نفسي أحدثك حديثا لا يخلو من حزن الغروب، وفرحة آمال الشفق، حينها نسينا مقص العتاب وهو يدرج بين شقصيه أول مكالمة بيننا بعد طول غروب، وقصر أمل، وحدا بنا الشوق ناحية النسيان لننسى العتاب، ثم حدا بنا ناحية العتاب لننسى النسيان، وبين هذا وذاك تذكرنا أننا هنا عند ذواتنا، لم نبرح الحب لحظة نسيان ولحظة عتاب.
وتحدثنا اليوم كثيرا حتى اختلط الحديث ببعضه لنغيب فينا معه، ولم ندرك بم تحدثنا، غير أننا أدركنا أننا تحدثنا، وسألتكِ عنك كأنما تلاشى كل شيء فيك ساعة الغروب الطويل، وخشيت أن يكون الغروب قد ذهب بك عني فطلعت الشمس في ليلي لتضيف مع الليل ليلا دامسا بعيدا في أبجدياته عن مفهوم الضوء والظلام.
وكان حديثي لك عن الحرية يحكي مغالبتي مع حبك وحضورك المستقر في وجداني بعيدا عن قيود الحرية؛ إذ الحرية في حد ذاتها قيد عاذل لو دخل بيننا لا يدخل إلا ليحد منك فيّش وذاك هو المستحيل بعينه.