حينما أتاني النداء
كبريتٌ ،كبريتْ/ كبريتٌ ، كبريت
من ورآء حنجرة الخوف المحشوة باليأس ،
ومن بين دروبٍ تنزُّ أرصفتها بالوحدة والوحشة
والرهبة من الغد المجهول,
تمنيتُ لو أنَّ بائعة الكبريت اتخذتني كــ كبشٍ فداء لأحلامها الفقيرة المتدثرة بالبياض
واشعلتني كبريتٌ لا تُخمد ناره في تلك الليلة التي أدمى الصقيع قدميها ،
نعم يابائعة الكبريت :
كبريتٌ واحدٌ لكن مُتعددٌ
يحترقُ كل ليلة ، وتتجددُ ناره، ينسلخُ فيتكون من الرّماد مرة أخرى / كبريتٌ أشدُّ صلابة ،،
فـالتنسكِ في زاوية الإنتظار ،والتمدد على قارعة طريقٍ فارغ يُحصي المارّة
يحتاج كبريت كهلٌ محشو رأسهُ بالحكايا القديمة ،
كيّ يأتي صباحاً يختبئ في حُجرة صغيرة مظلمة
بين رفاقة المساكين
ثم يخرج ليلاً ويكشط ظهر الظلام إشتعالاً ورقصا
لتتمخض من رأسه النار..
هذه النار/كغاوية لاتفتر عن الرقص ثانية فوق كل جرح غائر ،
هذه النار/ تتماهى فوق كل الصور التي تُجاور ذاكرتي
كنحت فرعونيّ فتجعلها أكثر غرابةً ..
هذه النار / تتوغل إلى صدري تتوسدهُ وربما تناُم بداخله أيضاً
وتتجسد لي في هيئة أذرعٍ عِدة
تلتهمني بلا هوادة ..!