يوم لنا وحيد

[علي آل علي]

في الصباح كان حديثي مستباح
أحدثكِ به لتلك الأحداث ذات الأفراح والأتراح
فناديتني اشتياقاً لأجيب لبيك وسعديك
أنا هنا بين عينيك
محتوياً دمعة شقت أخدوداً في خديك
أنا هنا أرقب إشراق الفجر
حتى أكون كقطرة ندى
تنتقل من كل غصن وغصن
فتهبط على ملاذ روحك
فتنبت شجيرات وتعشوشب الأحاسيس
لأراك باهرة وأراني في تلك الثانية
ألحظك وأنتقل من الثانية إلى الثانية الأخرى
ولا أشعر بوقت ليل أو نهار آخر
حتى أيقنت بأن المجرّة التي تعيشين فيها
بلا زمن
أرضٌ أنتِ عليها أراها ممتدة إلى مالا نهاية
الماشي على سطحها كمن يمشي على الماء
نقية صافية
لا أرى فيها الشمس والقمر
فلقد انطوت تقلبات أيامها
كطي الكتب
لنعيش سوية بلا أمد
وحقيقة الأمر كل هذا في تلك الثانية
فكم من الثواني باقية نرحل فيها
إنها نهاية من رحلة للعالم
وما احتوى من أربعة وعشرين قارّة
لساعات يومنا الوحيد
الذي سنعيشه فقط
لا قبلهُ وجود ولا بعدهُ حياة
ولم يتبقى إلا يوم النشور
فهذا بعثنا الأخير

--------

آل علي
الأحد 28 رجب 1433