كُنت أرى في عينيها سعادة كبيرة لستُ أراها في عيني جدتي !
وكان في صوتها نبرة حانية لستُ أشعر بها في صوت جدتي !
كانت تحتفي بحضورنا , وتحتضن ضعفنا بكل حُبَّ , كانت تهتم لأمرنا
وتسأل عن أحوالنا على الدوام , كانت تتفحص ملامحنا ببعض اهتمام
وكانت تُتقن كشف كُل شيء نحاول أن نُخفيه عنها , كانت إبتسامتها
عيد , وبيتها جنّة , وقلبها روضةٌ خضراء تتسعُ لشغبنا .. !
لطالما تمنيتُ لو أنها جدتي , لكنها لم تكن سوى امرأة مُسنة تؤمنُ كثيراً
بأن والدي إبنها النبيل ونحنُ وإخوتي أحفادها والنور الذي يُضيء لها عتمة
حياتها !
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ..
* بالمناسبة جدتي تختلف كُلياً عن تلك المسنة فهي أكثر الأقربين تهميشاً لمشاعرنا
منذ إن كُنا صغاراً ولذلك كانت أكبر أمنياتنا في ذلك الحين أن لو نستطيع أن نستبدلها
بجدة أخرى ( كتلك المسنة مثلاً ) و التي ماافتقدنا في الحياة شيء أكثر من إفتقادنا لحضورها
في حياتنا ومناسباتنا العائلية 
سارة القحطاني