وأمضي أُمشِّطُ أروقة الذاكرة، أُفتِّشُ عن وميضِ وُجوه
الكثيرُ منها لايزال عالقاً بزجاج الإنارة وينعكس بصفحة ماء بحيرة راكدة
أويتأرجحُ كورقةٍ مُصفرّة ، قاب قوسين أو أدنى .. للسقووط !
أجلسُ بنفس المكان .. بذاتِ الكرسيّ
أبحثُ في ظهرهِ عن خطِّ يدي ، بين تلك الخربشات التي تركتها أيادي الساهمين أمثالي في ذات ليلةِ باردة
أتجوّلُ وأنا أخبّيءُ يدايَ بجيب معطفي
أُدفّئهما حتى لا تشتكي يدي اليُسرى .. برد افتقادِكَ
أصِلُ حتّى المنارة ..
أتحسّسُ جدارانها ،بها الروائح عبِقة، والهمساتُ تُدّوي عند التصاقي مِنها
والدمع يتساقط عِند كُلِّ .. شهيق
أعودُ أدراجي .. ولاشيء معي سوى .. ذِكرى نازِفة