يا سيدة الأزمنة المنتحرة
والليل المذبوح
والكأس الموبوء
أختلست الليل وامتطيت الصهيل
هل كنت مجنونا
وهذه النجمة المعكوفة
ترمقني
تقرأ مفردات ثيابي
يا سيدتي
على سواعد العاصفة أتكيء
أخدش وجه الجبل
أقتات دموع الطيور
أنادي السايس
وأستند إلى بقايا تهدمت
من ضلوع الماضي
وعيوناً تسللت
إلى أجفان اليقظة
أنتِ الشوق المنتحر
تحت أغصان الشجر
ينادي القادم
من ملاءات الغبار
وأحواض النخيل
هل أدركتِ معنى أن أبحر
في أحضان الرمل
الغارق في أطياف الأرض
الرمل ينادي
يصرخ
يحتذي أصوات القادمين
ينتعل خفين أجوفين
وهناك
حناجر الحمير تنهق
تتخطى حواجز الغفلة
ترفض قِرَب السقاء
الرمل يبكي
على فراق القمر
المنحدر من علٍ
يا سيدة الأيام المنصهرة
في جذوع اللا شيء
هل قلتِ أنك قادمة من الريح
وهذا الجبل يضم أطرافه
هل أحد ينادي
وهذه الحنجرة مشنوقة
بــ حبال الصوت
الجبل الذي تسلقته
كان وجهه مخدوشا
بأظافر الليل
والمطر النازل من العمق
يبتعد عن وجه الجبل
الشجر غفى
نام
لم يعد يسمع
لم يعد يبصر
ياسيدتي
هل فهمتِ شيئا
أنا لم أفهم