يُبحر الوقت الشقى فى عيون الزمن المهاجر .
يمتطى قارب الظن .. وكل ظنه أنه مسافر
يتخبطه الموج ولا يبالى
يخلع عنه رداء شجاعته
يُظهر فى ظلمة اليم ماتم
فى ماضيه العتيق
إعصار خلف إعصار
يكاد الرعد أن يصم أذان الكون
والبرق نُذر يخشاها الفؤاد
إذا تجبر النظر ..
يرفع الوقت هامته .. يرمق ضالته
يخبر الساعات أن جدى فى البحث
وبسياط الخوف يُرهب اللحظات .
وسنابل الأحلام اليافعات اليانعات
حان وقت حصادها .. ولا مجيب
على يابسة العمر تشدو نضارة
ومابينها وبين اليقظة
دروب وصل
طوى الوقت أطرافها
شيب أوصالها
حتى إذا مالاحت فى الأفق
تباشير لقيا
ووطأت أرض المنى أقدامها
تنهر الطرقات خطوتها .. تسرق لحظتها
يمضى الوقت مكابراً .. ومنتشياً
وكأنه منتصر فى حرب ضروس
وهو بين ثنايا الموج أسير ..
يحدق بناظريه نحو المجهول كضرير
يملؤ أحداقه ضوء النهار
ولا يهتز له جفن ..
قامر الوقت .. على الوقت
ربما ينفذ صبر الزمن
أو تتبعثر الساعات بغير ثمن ..
وبينه وبين الفجر هرولة ضوء
إن جاءت على عجل
بات الوقت صريعاً .. غريقاً
بين أنياب الموج الجسور
لاذ للماء إحتماء .. وأرتواء
وثورة واحدة لليم فناء .. وإنتهاء .
لم يكن الوقت أكثر ذكاءاً
من فطرة الفجر ومنواله
إحتسى الظلام .. وتحصن بالغرور
مبارياً .. ومتحدياً ..
يستفيق الوقت على محاكاة الطيور
وصفحة الماء إنعكاس لسموات تعج بالنور
والشمس آخذة فى إلتهام الظلمة بنهم
يترنح الوقت الشقى بصبر عفى
وعزيمة يُسمع لها دوى .. دون حراك
يضحك الزمن فى ثقة الظافر المنتصر
ويردد على أذان الوقت ألحان النهاية
ماأخرجتك من جعبتى أيها الوقت .. حتى تعود
وما حنِثت أبداً بالوعود ..
كما تشاء إرحل معى أو بدونى
حتماً إلىَ ستعود ..............
______________________
هانى هاشم
فى 2015_12_4
_____________