( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.


"تهنئة"



أن أكون أول إنسان
يأتيه صوتكِ حاملاً
الخبر ومهنئاً
كفيلٌ بغسل قلبي
من كلّ التعب والكدر والعتب..!
لا حرمني الله منكِ
يا أغلى الأرواح..!
وأدامكِ بقلبي باسمة
مشرقة دافئة كـ صُبح العيد
في يوم جمعةٍ مباركة..!


كل عام ونحنُ ومن نحب
ويحبوننا بألف خير وسعادة..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"هُوَ"



عينهُ..
جمرة تحرق الورق شوقاً
وتصنع من أعواد الثقاب شموعاً
تليق بحفلة قلبكِ كلما احتواني
وأطبق على كياني جدرانه الرقيقة
مبعثرٌ أنا بدونك فلمّيني وضميني
وأعيدي ترتيب جسدٍ يفقد أناقته
كلما غاب طيفكِ ولو جزءاً من ساعة
يا أنتِ.. كلي إغتراب بلا مرفأ روحك..
وكلي وطنٌ رحيم حين تدنو أنفاسك..

 

[بدر الحربي]

.
.
.




صباحكِ معطرٌ بأنغام صوتي
تتلو اسمكِ مقروناً بقصة
تآلف روحين انعتقا من
صلب جسد الغرام
في فضاءٍ خلا ذات لحظة
من كل العيون والوجوه...!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"لو.."



- لو نظرنا للخلف
ما وقعنا يوماً..

- لو نظرنا للخلف
ما أوهمتنا ابتسامتهم
بأنها "صدقة" ود..

- لو نظرنا للخلف
أدركنا أن تلك المسرحيات
هي عربون إغتيال..

- لو نظرنا للخلف
لصليّنا شكراً على الآن..

- لو نظرنا للخلف
لعلمنا أننا فوقهم
بسنين ضوئية..

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"ثرثرة في بارك.."




وكأن الجميع اتفقوا على اخلاءه
لتنعم بوحشة المسير وحيداً
تقطعه طولاً وعرضاً ثم تعود
وتبدأ من حيث انتهيت..

أدور وفي كل ركن أستريح
فأتعب أكثر..!
فأمشي لأتعب أكثر فأستريح..!

لأقتل الصمت.. غنيت للطيور:
"في كل شارع من الشوارع مشيت
مع اللي رايح واللي راجع حكيت
من كتر حزن الناس من قلب قلبي بكيت"

لم "تبكي الطيور" كما قال "وائل كفوري" يوماً
بل بكيت أنا..!
ومضيت.. أعدّ الخطى..

وحيداً في الـ "بارك"
أتابع الأوراق الساقطة
وهي تتقلب بفعل الريح
تقع على أشياء جميلة وقذرة
في الوقت نفسه..!
مسكينة..
لا تملك لنفسها من الأمر شيء..!
ربما تماماً كما أنا أحياناً..!

وحيداً في الـ "بارك"
أغني "لي ولنفسي ولأنا"..
ثلاثةٌ في واحدٍ رابعهم "أنتِ"

خيالكِ يظلّلني في "باركٍ"
يخلو من "اللصوص"
وقطّاع الأفكار..

الوقتُ يمضي..
ويسرق من القناديل وهج الطمأنينة..
يصبغ الأعمدة بحلكة الخوف..

وأنا لا زلتُ أمشي وحيداً..
أبحثُ عن نفسي..
عمن يسجل دخوله
كل يومٍ بـ
¬ نُــورٌ عَلىْ نـُـورٌ ¬
يبثّ ضوءه لروحكِ الأرقى من جسد
وجسدكِ الأرقى من كلٍ محيطٍ حواه..

دائرة المسير بكِ تكبر
والـ "بارك" يتسع في عيني
وكلما اتسع بكيت سرّاً
بعيداً عن عيون السناجب
وسخرية الأشجار..


آهٍ.. نهايته تقترب
فهل سأقف أم سأبدأ من جديد
لا تسأليني..
اسألي أقدامي التي
يصيبها "عمى" الدروب
كلما فقدت رائحتكِ..!

....

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"أوقات.."




لأجل قدسية الوقت
خلع وجهه الغاضب
وأبدله وجهاً باسماً
يحلمُ بدفء العيد..

نزعوا قلبه وطرحوه أرضاً
كانت سكاكينهم معطوبة
لكنها تقتل ببطء شديد..

يهرب الليل من غرفته
وهو يسأل ربه أيُعدِمُ يومه
أم يمهله إلى فجرٍِ قريب..

كل الأوقات تحمل ذات الصفة
وكل الأحاسيس تخنقها
رائحة الرحيل البطيء..

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"من وحي طفولة"





منذ كنت
صغيراً
لم أكن من
عشاق الكلمات
المتقاطعة
ولم تجذبني
صفحات التسلية
في الجرائد الصفراء
وحين كبرتُ قليلاً
جذبتني السياسة
بغموضها وقسوتها
لكن بعد سنوات
ضقتُ ذرعاً
باستخفافها
بعقول البسطاء
لينتهي بي المطاف
باحثاً أغمسُ يدي
في خاصرةِ المجتمع
لتخرج حمراء مخضبة
بدماء الخطايا
ولازلت ماضياً
في رسالتي
ولو لم يتبقى
على وجه الأرض
مؤمنٌ بسمو
النفس والفكر
ولا مجاهدٌ في
سبيل الوعي
بمجتمعٍ ماديّ
لازال يتنفس
غبار الماضي..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"من وحي طفولة"




لا زلتُ أذكر صور
عيد "هالوين" في
ضواحي "بوسطن"
وكيف كانت الجدات
تحيك الكذب لصغارها
مع فتات بقايا القرع..!

اليوم يعود لي نفس الفيلم
بسيناريو اعتدته دوماً
حينما يسلم الخروف رقبته
لشاةٍ تقلبه ذات اليمين وذات
الشمال يأكل من حشيش جذورها
ويتجشأ ما يفسد شذى الصباح..

كم كنت أكره صديقي حينما
يرهقني بمشاهدة الأفلام العلمية
وحياة الغابة والضباع التي تضايق
بكثرتها الأسود فترحل عنها لا خوفاً بل
ترفعاً عن النزول لذوات الرقاب المتيبسة..

هي عقدة النقص المتأصلة منذ الخليقة
بجنسٍ عن آخر يحيك الفخاخ وينسج الكذب..

اليوم أتذكر الـ Halloween مع اقتراب
نهاية أكتوبر حين تتوحد عيون الأطفال
إلى ليلة 31 محملة بكثير من كذب الكبار
ومحاولتهم تجميل صورهم المهشمة..