الجماجم

[رغدة عيد]

على غير العاده أرى الظلام دامسا ، وأسمع الصوت عاليا ، وأشعر بتصلب لأعضائي كاملا ،وكأن وقوعي في هذه الحفرة كان حافزا لي للتفكر مجددا
التوقف متأملا بين سطور الحياة نادرا ، فأنا دوما مهرولا ، لاهثا ، وها أنا مضطرا لتقليم شجرة حياتي والإستغناء عن بعض من زمني مجبرا غير مخيرا
آلآلآلف من البشر يموتون يوميا ، وكم من الكوارث على هذه الأرض ، فلم الصراخ ولم النحيب؟
ربما يخافون موتي؟ ربما حزنوا لبعدي؟ أكيد هو الخوف من المجهول فهم لا يعرفون ماحل بي
ياليتهم يعرفون أنها مجرد حفرة تعثرت بها
يا ألهي أخاف أنني مت حقا
لا ها أنا أسمع وأشعر بكل شئ
ولكن ربما أنا الآن متمدد فوق ميت
كم هذا رهيب ، كم هذا رهيب
ولكنهم يقولون أن الميت يشعر بمن حوله ، وها أنا لا أرى شئ فهل هذا ظلام الحفره أم ظلام انتهاء الحياة من حياتي ؟
إن كان للحفرة صاحب فهو سعيد الحظ أنني زرته
ماهذا التفكير وهل يشعر بوجودي ؟
ماهو العقل؟ كيف نفكر ؟ أعتقد أن كل الإنسان رأس ، والبقيه فقط أعضاء مساعده
هذا يعني أن الإنسان يصبح ميتا بعد أن يصبح رأسه خاويا
من المؤكد إذا أن أغلب البشر ميتا
مع إنني في حفرة سطحية ، أشعر بأنني أرى الكرة الأرضية ، بمخططها وكل تقاسيمها الجغرافيه ، والظاهر دراستي الجيلوجيه تؤثر على حالتي النفسية ، فكيف لي أن أتصور كل من على سطح الأرض عبارة عن جمجمة كروية وكل انسان له فقط رأس دائرية ، و الجماجم هي الأغلبيه ، جمجمة صحراويه وأخرى زراعيه ، وغيرهما بركانيه أو مائية
مائية!!!؟
كيف رأس مائية؟
جمجمة من الماء وأخرى جافة ؟
لالا بل رأس كنبع الماء النقي وأخرى كالبحر المالح وثالثه كجفاف الأرض وتشققها عند تعطشها
سأحفر في الحفرة حفره ، ربما أجد جمجمة وأتلمسها ، حتى أعرف التغيرات الطبيعيه
ها أنا وجدت شئ غريب
نعم نعم هو جمجمة ، لم أتوقع أن أجدها بهذه السهول
مسكين، لا ربما سعيد
مازالوا يصرخون ، لو يعلمون ماذا أفعل
يداي هما عيناي وباللمس أرى هذه الجمجمة
كم صعب أن لا يرى الإنسان والأصعب أن تعمى بصيرته
سأدفن هذه الجمجمة وكفاني عبثا أحاول
أشعر أنني أدفن رأسي ، سأبقيها بجواري وأحاورها
من أنت؟
أنا أنت
كفاك ، من أنت؟
أنا كنت
والآن
صرت
اذا من أنت؟
أنا أنت
كفاك كفاك كفاك
أنتهى

شكرا لكم
رغده عيد
19/5/2000
كتبت ليلا من الساعه الثانية عشر الى الواحده والنصف صباحا فكيف لي أن أنام ؟؟؟؟؟

وضعت رأسي على الوسادة وما أن أغمضت عيني حتى دارت الدوائر الملونه أمام ناظري وكأنني أسبح في دوامة من الرمال المتحركة ، وبدأت أغوص وأهوي داخل جوف الأرض إلى أن وصلت لفضاء مفرغ من كل شئ ،فتحت عيني لأعرف هل أنا على سطح الأرض أم في جوف السماء
رغده عيد

 

[د. منال عبدالرحمن]

أنا أيضاً أعتقدُ أنّكِ لم تنامي يا رغدة , لأنَّ هذهِ الأفكار بحاجةٍ إلى عقلٍ لا ينامُ كعقلكِ ,

سيطرة العامل المكانيّ على القصّة منحها بعدانِ مختلفان رغمَ أنّهما في النِّهايةِ واحد , ما شدّني هو اجتماعُ الموتِ و الحياة في آن , و ترك مهمّةِ تحديدِ أيّهما المسيطر للقارئ .

الحوار مع النّفس و اضطرابهُ كانَ ناجحاً جدّاً , شيءٌ واحدٌ كانَ ينقصني هُنا : الجرُّ و الرّفعُ و النّصب .

:


جميلة يا رغدة , و راقية .

 

[رغدة عيد]

اعتذر بشدة عزيزتي الفاضلة\منال عبدالرحمن

لما نقص من نصي

وكم احتاج لمساندة الأدباء أمثالك

لك شكري و تقديري

رغدة عيد

 

[عبدالله الراشد]

صور خياليه رائعه
يعطيك العافية

 

[صالح العرجان]

رغدة

كم من الحفر تواري عثراتنا دون أن نعي لما عثرنا وهل ستتكرر هذه العذرة عند نفس الحفرة

رائعة وأجمل

 

[رغدة عيد]

الأجمل هو كريم تواصلك أخي الشاعر الفاضل\عبدالله الراشد

لك جزيل شكري وامتناني مع فائق التقدير

رغدة عيد

 

[رغدة عيد]

صدقت أخي الفاضل\صالح العرجان

شرفني مرورك الطيب

لك فائق الإحترام و التقدير مع الشكر الجزيل

رغدة عيد