[ فضلة من لحظِك ]

[فاطمة العرجان]

بعد كل الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها مدينة جدة والمآسي التي لحقت بالأموال والأنفس
التي يحسبون أن التعويضات المدفوعة على مضض ستعيد ميتاً أو توجد مفقوداً أو تمحو من
الذاكرة صورة السيل مجتاحاً البيوت والشوارع جارفاً معه كل ما يقابله .. بعد كل هذا وأكثر
مما عانته جدة منذ فترة لم تقترب من العام الواحد بعد ,
تأتي الإعلانات مكثفة عن بدء المهرجان السنوي [ جدة غير ] ..!
أستغربُ فعلاً أن يقام هذا الاحتفال السنوي بعد المأساة التي تعرضت لها المنطقة ..
لماذا لم يتم إيقافه هذا العام على الأقل ؛ احتراماً لأرواح الشهداء الذين ذهبوا ضحية خيانة
وإهمال المسؤولين الذين قتلوا جدة بالأمس واليوم سيرقصون على مسارحها ويقيمون
الاحتفالات في أرجائها ؟ أي دم بارد يقيم المهرجان وبقايا السيل لاتزال تمخر أرواح المنكوبين ؟
أوقفوها هذا العام فقط ولو مجاملة أو كذبة من سلسلة كذبات بأن ثمة ضمير يشعر بعظم الكارثة
التي تعرضت لها المدينة وأهلوها .. ما حصل أكبر من أن تغفر له في ذاكرتنا لجان تحقيق
أو تعويضات أو تصريحات أو حتى الأخبار المتفرقة عن القبض على أشخاص لهم علاقة
بالكارثة وإحالتهم للإدعاء كل ذلك لن يشفع لنا بالنسيان إطلاقاً ..
خصوصاً وأن بوادر تكرار المأساة بشكل آخر وصور جديدة تلوح مع كل مشروع نفقاته
بمليارات يحول عليها الحول دون أن نرى ما صرفت لأجله مجسداً على أرض الواقع ..!