كان حضوري لحفل هذا المساء خطأ عظيما .. فقد حسبتُ أن خروجي إلى جوٍ من الفرح والصخب والرفقة
سيقدم لروحي شيئاً من الفرح وبعض تغيير .. ولكن ماحدث أن علو الأصوات كان يزيد من حدة ألمي ..
والضحكات تعصر قلبي بوحشية .. والثرثرة تكفل لتفكيري وقتاً للشتات والابتعاد عن كل ماحولي ..!
كنتُ وحدي .. رغم مثابرتهن على إشعاري بأني محط اهتمام .. وأن خروجي الأول إلى اجتماع عائلي
منذ أكثر من شهر ونصف الشهر طقس مقدس يستوجب الكثير من الشكر والاحتضان .. والدمع ,
والرحمة على روح والدي رحمه الله .. وبقدر ماأسعدتني مشاعرهن وكلماتهن بقدر ماآلمتني وعززت من إحساسي بالوحدة ..!
*
الحزن قوي كفاية لدرجة أن يحكم على روحك القيود ويحرم عليها الفرح , فلا تغامر بالخروج من سيطرته إلا إذا أرقت دمه ..!