أرى أنها كانت برستيج ..
وأصبحت [
عاده ]..!
فـ المفردة تتكرر كثيرا ً حتى باتت .. متداولة ..
خصوصا ً أن هناك قطاعات وظيفية .. تجبرك على ذلك ..
فـ أنا أتعايش في محيط شركة بترول كبرى ..
جُل من فيها .. يتكلمون العربية دون خلوّها من مصطلحات إنجليزية ..
على سبيل المثال هناك [
جُمَل ] أصبح تكرارها .. طبيعي جدا ً ..
خلال أسبوع العمل كاملا ً مثل :
* حسين حنا طالعين الـ (
DINING HALL ) تجي معنا ..! وحتى صارت تختصر لـ (
DINING ) بالعاده ..!!
* بعد الـ (
MEETING ) راح أجيك في المكتب أبيك بشغله ..!
* ممكن ترسل لي الـ (
E-MAIL ) لما ترجع المكتب .. عقب الـ (
BREAK ) ..!
والكثير طبعا ً .. من المفردات التي يرفضون تعريبها ..! رغم بساطة البديل وتواجده .. قريبا ً بـ الدوم
والكثير من الأمثلة .. أيضا ً .. ومن جُمَل تثير الإستغراب بـ تناقضاتها ..!!
خصوصا ً ونحن شباب نتكلم بـ أسلوبنا المحلي الممتع .. دون الإلتزام .. بـ التكلف وتأتي تلك الفردات الإنجليزية .. لـ تجعلك تتأملها .. بـ إستغراب
كيف إذن لو تستمعون لـ أصحاب الفلسفة وأصحاب الأسلوب المنمّق ..!!
و .. لأن الوضع أصبح روتينا ً .. لايُستغرَب .. فـ الجميع من حولك .. [
ممارسون ] ..!
يجب أن لاتتوقف لـ تتأمل ..
هذا من جانب ..
وبخصوص محور واحد من محاور موضوعك .. يافاطمة ..
أما الجانب الآخر .. وهو كتابة المفردة .. الإنجليزية .. كـ كلمة عربية ..
ولتسمحي لي أن أسميه .. (
تعريب الغفله )..!
تعتمد على النطق الإنجليزي لها .. ولاتقوم بـ وضع المعنى العربي والمرادف ..
فـ هي بداية إنسلاخ .. ونتاج تهجين .. قادم .. وحين يلاقي نفس التعامل السابق من عدم إستغراب .. وعدم الممانعة فإنه سـ يصبح روتينا ً آخر .. وخلل جديد في تركيبتنا الثقافية ..
ولاأستطيع [
صراحة ] تحديد حل .. أو تشخيص علاج لذلك .. سوى بالإشارة إلى تخصيص لجنة إدارية حكومية تتولى إعادة الصياغة لـ واجهات تجارية أصبحت ذات سمعة شرائية وإجبارها على وضع التعريب المرادف .. وسّن منهج جديد لـ القادم من أسماء .. لـ يكون هناك نديّه .. في الإنتباه والتداول .. بين اللغتين المحلية .. والعالمية ذات الإنتشار الأوسع .. وهي هنا بالطبع اللغة الـ (
الإنجليزية ) فذلك لايعني إلغاء المسمى .. بقدر ماهو إلغاء لـ التسمم اللغوي الجديد ..!
أما الشق المقابل له ومازلت في هذا المحور بالتأكيد .
/. هو التخاطب بين الأفراد وإستخدامه كـ لغة تواصل والتي نشاهدها بشكل واضح وشاسع في غرف المحادثة فهذه هي (
المصيبة ) بـ حد ذاتها وفي أوضح مخاطرها .. لأنها بداية مراحل تكوين [
التهجين ] الذي ذكرته سابقا ً ويكون هنا في بداية نشأته وتشكيله ..
مما يجعل المستخدم يتناسى المسمى الصحيح لها (
كتابة ً بالطبع - Spelling ) في لغتها الأم .. ويجعله في ذات الوقت مذنبا ً في حق لغته الأم ..
الغريب هنا أن اللغة العربية أكثر لغة حاوية لـ (
المرادفات ) والعكس صحيح في اللغة الإنجليزية .. وبالرغم من ذلك نادرا ً ماتجد الكلمة العربية التي تكتب كما هي في اللغة الإنجليزية لـ عجزهم عن إيجاد كلمة بديلة في قاموس لغتهم ..
أتذكر معّلمي الفلسطيني (
إيهاب السوج ) في مرحلتي المتوسطة -
الله يذكره بالخير - كان يشتاط غضبا ً حين يسمع كلمة (
ساندوتش همبورغر ) ..!
وللمعلومية هو مدرس لغة إنجليزية ..!!
تأملوا جيدا ً .. رغم تدريسه اللغة الإنجليزية بـ (
مهارة ) إلا أنه شديد الإنتماء لـ لغتنا العربية ..
كان يقول .. هي (
أي الساندوتش - sandwitch ) في المسمى العربي السليم ..
شاطر ومشطور وبينهما شيء ٌ يؤكل ..!!
ومنذ ذلك الحين .. حتى اليوم .. لم أنسى ذلك التعريف رغم عدم إستخدامي له ..!
بل إننا (
عربّناها وحولنا للتعميم - أي بلغتنا العامية ) لـ تصبح .. (
سندويش ) ..!!
بإختصار ..
إما القبول بـ اللغة الأجنبية أيا ً كان نوعها كما هي .. نطقا ً وكتابة ..
أو التعصّب لـ لغتنا العربية .. حتى وإن كانت عامية .. (
وهذا الحاصل )
وعدم فتح المجال لـ (
الكسالى ) و (
المبتكرين ) الحداثيين ..
لـ إغوائنا أكثر ..
خوفا ً على جيل قادم .. قد يرى في التبعية إسلوبا ً جديدا ً من الـ (
تبّني ) وتولد لغة هجينة معاقة .. وتصبح عاهة الجهل ليست الوحيدة فينا ..
لـ تأتي عاهة الـ (
بُكم ) ..
حينها لن يَفهَم .. و .. لن يُفهَم .. (
المهجّن بالطبع )
وماأقساها .. من مصيبة ..!!
فاطمة العرجان ..
ملاحظتكِ العابرة تلك .. جعلتك ِ تخلقين هذه المحاور بكل هذا الإحتواء ..؟!!
إنك ِ مذهلة .. دقيقة الملاحظة .. وواعية جدا ً ..
وإلتقاطتك ِ .. تلك .. دليلي عليها هذا المتصفح
دمت ِ بخير ,,
ح . ح . ح