يا هافانية ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الأزهر يحتفي بعبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          مؤلف وكتاب حوار عبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - مشاركات : 0 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4702 - )           »          دَّرْدَشة.. مُشَمَّسَة (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 2 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 53 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 243 - )           »          عاشق في محراب الوحدة! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75384 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-27-2011, 02:10 AM   #1
فهد إبراهيم الأُسْلُمِي
الـنــادل

الصورة الرمزية فهد إبراهيم الأُسْلُمِي

 







 

 مواضيع العضو
 
0 يا هافانية !

معدل تقييم المستوى: 0

فهد إبراهيم الأُسْلُمِي غير متواجد حاليا

افتراضي يا هافانية !




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الكتابة :
أشياء وتفاصيل كثيرة لا نستطيع أن ننطقُ بها . كأن أبجديتها مختلفة ولا نعرفها . الكتابة وحدها هي من تموج بها وتنطْقها . الكتابة وحدها - هي من تستطيع - أن تحملُنا وتعبرُ بنا المدن المعربدة والشوارع الكئيبة والأزقة المحرمة آمنين .. !
*
أخبرتني أنثى ذات سهر , أن طائر الشرق لم يعُد يحطُّ على نافذتها . هجرها لحُزنها و خانها ورحل ..! .. لن ألومه , ولكن إن عاد إليكِ إسئليه عنّي وماذا فعل السهر , وإن رايتيه ثمل لإني لم أجد له ماءاً غير النبيذ يُبللُ ريقهُ بعد ما طال به السفر .؟!
*
لم تتبقى لدي إلا سيجارةٌ هافانية واحدة . والليلُ ما زال طويلاً وفي بدايته . لهذا لن تكون كسابقاتها . بل سينداح معها الكثير من الهُراء ..

علّمني السهر أن مَلَكَاً كان يعاشرُ نجمة فتشكّلتْ داخلها نُطفة الفطرة وفُضِح أمرُه " أختفى حُبِه " ونُبذ للأرض فمات بِحُزنه . علّمني السهر أن الحب نجمة من بنات السماء سقطت في بحيرة فتكوّنت داخل رحم حورية . حملتها في أحشاءها تسع ملاحم وتسع أساطير وعبرت بها تسع بحور وأنجبتها على رمالٍ ذهبيّة . تحت شجرة جوز هند في دُجى ليلةٍ قمرية . علّمني السهر أن الحب فور وجوده كان طفل تُغْفر له الزلّة وأنه مبعوثُ وشاية سلمتّها أنثى الغيم بيد الرعد فأصابت صواعقه القلوب وَدَوَىَ صوت البرق وهطل المطر . علّمني السهر أن السماء أنثى غجرية كان يعشقها الزمن , هي صعدت إلى أعلى وهو غدى كهلٌ مهيبٌ لا مرئي وفرّق بينهما الليل والنهار والشمس والقمر . علّمني السهر أن الحب يتيم وأنه هو من يبحث عنّا ولسنا نحنُ من نبحثُ عنه وله ملامح لا تستطيع حصرُها حدود وجه , وله بسمةٌ دُون شفاهٍ وثغر وعينانِ فارغةً من البصر . علّمني السهر أن الحب طُغيان وبلاءٌ مدمّر - خطير - ينهش الروح ويقطف زهرة القلب فتشيخ الخليّة ويتخثّر به الدم وتتصحّر منه العروق وتدوّنه صفحات التجاعيد وتُرفع مطوياتُه فوق رفوف العُمر . علّمني السهر أن الحب دارهُ قضاء تقبعُ في النواصيّ وما بين المفارق . وفيها دوّن قانونه بالدموع ونصّ قضائهِ ظلمٌ وعدلهُ خيانة وحكمةُ غدر مدونةً على دمغات حقائق العذاب والقهر . علّمني السهر أن الحب احتمالاتُ أفعال وأن الألم مضارعٌ مستمر يأتي فيه فعل واسم الحبيب فاعل واسم الحبيبة مفعول به مذبوح في محل جرح غائر مضاف إلى حدِّ خِنْجر . علّمني السهر أن الحب ليس جمالاً وقُبح فصلً وأصل ليس ألماساً وذهب أبيض وأسود ليس حارةً وقلعة كوخٌ وقصر ليس مدينةً وقريّة غِنى وفقر . علّمني السهر أن الحب خلجاتٌ ونبضة قلب , شهيق صدق وتواضع وشعورٍ وإحساسٌ بالبشر . وأنه عهدٌ ملزمٌ بوفاء تحت وطأة النوائب وحُكم القدر . علّمني السهر أن الحب هو أن تُتقن فنّ الصّمتِ وتصّمتْ . ليلةٌ وخمسٌ وشهر . وأن تطوي الأفكار وتجمع الأشياء وتُرتب التفاصيل ثم تفتح صندوقك الخشبي القديم تضعها فيه وتُلقي به في البحر .
ولم يعلمني السهر كيف أبحثُ عنّي ولا أبحثُ عنها , لم يعلمني كيف أُعيد قلبي بكراً بعد أن وطأتهُ قدَمُ أنثى , لم يعلمني حُرية النافذة المُشرّعة والباب الموارب وفلسفة الحديقة وعدم التفكيرُ بها / ولم يعلمني السهر صدقاً كيف لي أن أنسلخ منها ولا أتذكرُها وأنسى ...

أنتِ بعيدة جداً , وأعرف أننا الآن نتشارك استفهاماتٌ كثيرة .؟ . لـ نأتي برسول بيننا إذاً / ولتكن الحيرة . ستأتيك مثخنة بالكثير من الأسئلة . وعلى رفّكِ الكثير من الأجوبة المركونة . ولن يُعجزكِ استلال أحدها . ليضع لمساته الأخيرة على الملامح المُبهمة . لم تقولي لي .؟ . أين كان مسقط رأس الحب .! . هل له أرض ؛ هل له وطن ؛ هل له دستورٍ ودار ؛ من أنجبه من اسماه ماذا عن الدين وما هي الملّه .؟ . بين يديّ طرف خيط معقود لم يُنفثُ فيه بعد , مربوط على رسالة ذات خامة شاحبة سطورها مخنوقة وكلماتها مقتولة , رسالة أتتني مربوطةً برجل غراب بعد أن تعذرّت عن حملها الحمامة ...

هيهات يابنة القصور وسماءكِ فسيفساء وياقوتٌ وزبرجد وأرضكِ كافور ورملٌ أندلُسي وسادتكِ ريشُ نعام وسريركِ مُخملي . وأنا ابنُ الريف , ابنُ النخل والوادي ابنُ السهل والجبل وبيت الطين وسقف العريش . هيهات يا أنثى لذّة التوتِ والعنب ونشوة الثلج والخمرة . وأنا من كنت يرعي الغنم . سلِ عني الشمس قائظة النهار . سلِ الينبوع مورد الماء وسفح التل ولظى البيد . سلِ عني الصخر والفأس وأشجار الشوك . سلِ عني الطينِ والزرع والرملِ والرّمضة . هيهات يا امرأة وديدنُكِ العِز والثراء والحرير ومسكِ العطور . وأنا القروي الذي ما عرف يوماً البُهرج ومساءاتِ الغناء والرقص وقرع الكؤوس والزينة . ثرائي لكِ هو قلبي . وفيه حبُكِ باذخٌ وواقعٌ وحقيقة . يمتدّ كمساحاتِ بييدٍ شاسعة كحقول الزيزفون واللوز والزيتون وعشقكِ فيه حدائقٌ غنّاء . وبنيتُ لكِ فيه ألآفٌ من القصور العتيقة . يا حبيبة , كم أحبُك وما كانا لنا هذا الحب الذي كان وليس ثمة أمل . دعينا نُجهض حقيقة حُب يحتاج الكثير من السحر . ويلزمه من اعمارنا مائة عام / ليكون حُلمٍ وأُمنيةٍ مرّجوة - وألفُ عام لأبتدي / لأتقدم فيه خُطوة - وألفُ ألفُ عامٍ أرنو إليكِ فيه للقاء . وليكن حقيقة يلزمه معجزةٍ إلهية . يا الله سمعت أن الحب بذاته يصنع معجزة وقرأت عن حُب يحتاج حدوثه إلى معجزة وحبي لها جمع الاثنتان ويبحثُ عن الثالثة . وأنا الذي ما كنت لبُغياك أتزّلف وأسْتتر . ما كنت لأكذب وأصوّر لكِ الجنّة وإن كنتِ لقلبي خليلة ؛

اللعنة , هي أن تُقسم لتنكُث بقسمِك . وأن تَعِد وعداً لتنقُضهُ , وأن تُحاول الابتعاد عن الحُب فـ ترتطم به ,
لا , الحب لا يحتاجُ إلى شيء . ولنكون معاً لا نحتاج إلى سحرٍ ومعجزات إلى دجالين وعرافات . فقط إرمي هالتكِ التي أعيّتِ الضوء وأخرست النور وأطفأتِ الشمعة . وامخري عباب العالية والفوارق والطبقية وامتطي صهوة الريح وإليكِ أنا فخذيني عشقاً لا يندثر وحُباً لا يبور ؛
*
واللعنة أن تُقارب سيجارتك الهافانيةُ الفاخرة من نهايتها وأنت تعلم أنه ليس ثمة غيرُها ...؛

:: وتنتهي ::





؟

 

فهد إبراهيم الأُسْلُمِي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.