سَيَسْمَعَكَ اللهُ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الأزهر يحتفي بعبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          مؤلف وكتاب حوار عبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - مشاركات : 0 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4702 - )           »          دَّرْدَشة.. مُشَمَّسَة (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 2 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 53 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 243 - )           »          عاشق في محراب الوحدة! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75384 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-25-2015, 07:41 PM   #1
ساديل
( كاتبة ومصممة )

الصورة الرمزية ساديل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

ساديل لديه هالة مذهلة حولساديل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي سَيَسْمَعَكَ اللهُ



بَصْمَةٌ :

مُتقوسةٌ أمانينا ؛ كعرجونِ حُلمٍ يابسٍ ،
وأشواقنا تعجُّ برسائلَ مٌحلِّقةٍ ؛ تنقرُ نافذةَ السَّماءِ بالدُّعاءِ والرَّجاءِ .

بِلَّوْرٌ :

تمنَّيتُ أنْ تُنصفني –في خريفكَ- أحصنةُ الرِّياحِ !
تُقلِّبُ حُلمي الكبيرِ بكَ ؛ تحتَ سنابكِ الشَّمسِ وسنابلها النَّاضجة !
يا وجهَ الكونِ في غُرَّة المدى ،
يا ارتحالَ الصَّوتِ في صدرِ الصَّدى ،
لَمْ تنطفئْ أضلعي ظمأً تحتَ قنديلِ القمرِ ، ولا احترقتْ أصابعي شوقًا بأنفاسِ المطرِ .

فَصْلٌ :

لَمْ تُحايلني زنبقةٌ على أبوابِ جُنونها ربيعٌ يتنكَّرُ لظلِّكَ ومن ضيائكَ يتبرَّمُ ،
ولَمْ أُهادنْ الشِّتاءَ على بيعِ ذكراكَ ،
ولَمْ أستمعْ لصيفٍ عزفَ لي نشازَ الدَّمعِ على قارعةِ الطَّريقِ ودعاني للفراق !.

صَوْتٌ :


تواطأَ غيابُكَ مع أشيائي ؛ خطفَ ظلِّي إلى ظلِّكَ ،
لَمْ أُبدِّلْ وجهةَ الشَّوقِ عن الطَّريقِ ، ولا انحرفتُ عن صراطِ قلبي يا دليلي ؛
على يُمناهُ ترقدُ حقولُ صمتي ،
وتغرسُ يُسراهُ -في الصَّدى- حبَّات صبري ،
وطيفي المجنونُ يغتالُ أيلولَ وآبَ ؛
وتنثرُ لهفتي زهرَ النِّسرين على هدوءِ الحُلمِ المُمتدِّ إليكَ من رحيقي.

رِسَالةٌ إِلَيْهِ :

سيِّدي البعيدُ الغائبُ ؛
في مدينتي يعيشُ سرٌّ عجيبٌ أودعتُهُ الحنينَ ،
يكنسُ غبارَ الغيابِ عن شرفتِكَ المهجورةِ وفناءِ عشقكِ العتيقِ ،
عن قناديلِ صوتكَ ،
عن قصائدِ بوحكَ المتدلِّيةِ على الأرصفةِ وفي وجوهِ العابرينَ ،
عن شرنقاتِ شوقٍ في الهواءِ معلَّقة بأملِ عودتكَ ثانيةً ،
عن غناءٍ يعتمرُ وطنكَ البعيدِ ،
عن محاربٍ مع ساسةِ الشِّتاءِ ؛ يُنازلُ جُنودَ الصَّقيعِ بنبالِ انتظارهِ كالغريق.

***
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




في قلبِ غيمةٍ بيضاءَ أدسُّ فيها عينيَّ ، ومنها أقطفُ –بخيالي- حروفًا تليقُ برجلٍ يصنعُ -في صدرهِ- من الطِّينِ طائرًا ، ثمَّ بالممحاةِ يصطادُهُ ، وفي قبضتهِ الهائمةِ سنابل وجدٍ ؛ تطحنُ رحى الأيام شوقَهَا ، ثم على بساطِ أوراقي تذروها صورًا وتنثره مرايا .

***
- حينما يعزُّ الكلامُ ؛ فاعلمْ أنَّ أُذنَ الليلِ قد بُتِرَتْ ، وأنَّ ضوءَ القمرِ قد باتَ مُعلَّقًا بين وصلٍ وهجرٍ . وحينما يتثاءبُ الجُنونُ في أوانهِ ؛ فاعلمْ أنَّه قد رَفَعَ بنانَهُ ؛ لتستقرَّ عليه فراشةٌ ؛ لَمْ تَنْتَمِ –يومًا- للمطرِ ، ولَمْ تَنَمْ على صدرِ غيمةٍ .

***


- ستحملنا السَّماءُ بلا ميلادَ ولا أسماءَ ، سنكونُ أصواتًا بأجنحةٍ لا يُقيِّدُها زمنٌ ولا أرضٌ تحبسُهَا ، سنمزِّقُ المسافةَ الفاصلةَ ، ونُجرِّدُهَا من الحُدودِ ، ومن حواجزِ الغُربةِ والغُروبِ والغيابِ ، ومعًا سنبني غصونَ دفءٍ ؛ لا يُطفئُهَا البردُ ، ولا البعدُ يكسِرُهَا ؛ فلا تُجازيني على غيابي بالغيابِ ، ولا تجرحي رجائي بالعتابِ ؛ فو الله ما نَبَتَتْ في قلبي عُصفورَةُ عشقٍ من بعدكِ ، ولا اعتنقتْ خيولُ رياحيني غيرَ رائحةِ عطركِ .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




***
- سأشرِّعُ بابَ نافذتي على الليلِ الطَّويلِ ، وأضعُ في أحضانِ كلِّ نجمةٍ أُمنيةً ؛ علَّها غيومُ الدُّعاءِ ؛ تُمطرني بكَ غيثًا ! وسأتوسَّدُ أحلامي البيضاءَ ، وأغرسُ في قلبِ كلِّ حُلمٍ وردةً حمراءَ ؛ صغيرة بحجمِهَا، كبيرة بمحبتِهَا وطُهرِهَا.

***



- دعينا في لقاءِ الغيمِ نحرثُ حقلًا ، ومنه نحصدُ أصواتَنَا الرَّاحلة ، ونُعتِقُ أرواحَنَا الحائرة من هَرَمِ ابتساماتِنَا وكآبةِ صمتِنَا ؛ فو الله إنَّها تختنقُ في داخلي أسرابُ الكلامِ ، وينامُ سرابُ عطركِ في روحي وحبري ، وتتيبَّسُ أطرافُ جُنوني ؛ فلا تقوى على الإمساكِ بخيوطِ العمر ؛ وهو في ظلِّ الليلِ خادمٌ أصمٌّ أبكمُّ .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



***
- في سماواتكَ وجدٌ بلا روحٍ ! يا أنتَ ؛ لَمْ أُسافرْ –يومًا- على مركبٍ من ورقٍ ليحملني إليكَ حرفًا ، ولَمْ يُزْهرْ على جسدي طيفٌ من أَملٍ ؛ بَل أزهرَ فيَّ أرقُ الحُلمِ وقلقُ الألمِ ، والشَّجنُ سلبَ –من ضلوعي- ضوءَ الوجدِ نحو فضاءٍ يعشقُكَ في هذيانكَ ، أشكوكَ للغيابِ ؛ فيعرجُ بي إلى أفقكَ مكسورةَ اليراعِ والمجدافِ ؛ فلا خاصرةَ للشَّمسِ تحتضنني ، ولا عاصفةَ هوجاءَ تحملُ للنسيانِ أوجاعي ، وتسألني الصعودَ نحوكَ ؛ لأحتفي بكَ مع أغصاني الهزيلةِ ، لأمحو جميعَ الفُصولِ من ذاكرتي ؛ ما عدا فصل الشتاءِ ، ولأفتحَ نوافذي لأبجديةِ ليلٍ بهيمٍ مُشرَّدٍ ؛ يملؤه الأنينُ الثقيلُ والبردُ المقيتُ .
سيسمعكَ اللهُ ! وكلماتُكَ تحفرُ مجدَهَا في لُغتي ، وذكرياتُكَ تدقُّ مساميرَ حروفها في روحي ؛ وكلُّها مآذنُ حربٍ ؛ تصدحُ بالعزاءِ ، وتُجلِّلني بالسَّوادِ السَّقيمِ .



- أرجوكِ دعي اللقاءَ يكبرُ في مداركِ ؛ يرتقُ ثقبَ الحنينِ ، ويُضمِّدُ جرحَ المسافة بالمسيرِ والوُصولِ ؛ ففرحي هو أن ألقاكِ ، وأن أجعلَ من لقائنا منديلًا أهديه لكِ وتاجًا به أُتوِّجُكِ .


،نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



- يأتي بكَ الخريفُ على الطَّريقِ كالضَّياعِ أو كالحريقِ ، وقلبي في اغترابه الطَّويلِ مفقودٌ مفقودٌ ، لَمْ أنزعْ من صدري لونَ وردتكَ ، وَلَمْ أَدفنْ في ذاكرةِ النِّسيانِ عطرَهَا، ولا نفضتُ قطراتِ الحنينِ عن جبينها. شكوتُ عطركَ للغروبِ ولأطفاله من النَّوارسِ والعصافيرِ، شكوتكَ لوميضِ البرقِ الضَّاحكِ ، وجنونِ الرَّعدِ العابثِ في صفاءِ حُلمي، ولهمهمةِ الرِّياحِ في ارتحالِهَا إلى غربتِهَا، ولرغبةٍ مُصفَّدةٍ بالجمرِ ومُسجَّاة كالنُّور بين قضبانِ الرُّوحِ في وحدتِهَا . سيسمعني اللهُ ! إنْ كذبتُ ، وألبستُ العناقَ عباءةَ الصَّمتِ، وسجنتُ دغدغةَ الورقِ في كُفوفِ الحُروفِ ، وادَّعيتُ أنَّها نافذةُ السَّماءِ نجومُ همسها مسلوبة من كُؤوسِ الياسمينِ ومن غيمةِ ليلٍ يغتسلُ بموجها وجهُ الصباحِ الحزينِ... ولقد فعلتُ..

***

ُ . سيسمعني اللهُ ! وأنا أُخبركَ بأنَّ الطريقَ إليكَ ستُرشدُ عقلي إلى ريشةٍ سوداءَ تلوكُ أرقَ الحُلمِ المُعلَّقِ على أبوابِ صدركَ ؛ وعلى المضي قُدمًا ستحثُّه .
سيسمعنا اللهُ في صمتنا الرَّهيب !.






،،
،
،
،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ساديل غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} هلا العريفي أبعاد النثر الأدبي 12 12-20-2014 03:23 PM
ذَاكِرَةٌ مُكَعَّبَةٌ | مُحَمَّدْ الْبْلُوِي محمد سلمان البلوي أبعاد الهدوء 5 12-20-2014 02:58 AM
[.. ارْقَـبِ اللهَ يَـا وطَنِـي ..]،.!! جميلة الراشد أبعاد النثر الأدبي 6 02-28-2012 07:50 PM


الساعة الآن 11:18 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.