ما عادت التقوى في القلوب !! - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : نواف العطا - مشاركات : 4 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2916 - )           »          كون يغلي؛ (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 4 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3473 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 266 - )           »          حين يصبح الرجل سندا لا قاضيا ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          الهدم القيمي والإحلال . (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 591 - )           »          تعب وجروح !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75386 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2008, 02:02 AM   #1
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي ما عادت التقوى في القلوب !!



خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، صوره في أحسن الصور ، وكرمه بأن أمر الملائكة بالسجود له ، فنال هذا المخلوق من الشرف والعز والتكريم ما لم ينله مخلوق سواه . ثم استخلفه في الأرض ، ليعمرها بالخير والصلاح ، لتحقيق العبودية له سبحانه وتعالى ، التي يتساوى فيها العبد وسيده ، والرئيس ومرؤوسه ، وشريف الناس و وضيعهم ، و غنيهم و فقيرهم ، عبودية باعتقاد جازم صادق صحيح ، لا يخالطه ريب ولا شائب ولا جهل ولا ظلم . خلق الله الناس .. شعوبا وقبائل ، أجناسا وأشكالا ، سودا وبيضا ، اختلفوا في أشكالهم وألوانهم ، وتوحدوا - من هداه الله منهم - في عقيدتهم وربهم ، فكان معيار الصلاح " التقوى " والتقي هو أكرم الأكرمين عند الله سبحانه وتعالى ، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن محل التقوى هو " القلب " وهو مضغة في الجسد إن صلحت صلح سائر الجسد ، وإن فسدت فسد سائر الجسد . والتقوى أمر غيبي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، ولا يظهر على أحد أي مظهر يدل على أنه تقي ورع ، لا من صورته ولا من هيئته ولا من نسبه ولا من وطنه بل بصدق معتقده ، بالإيمان الكامل بجميع أركانه ، وبخشيته وخوفه من الله سبحانه وتعالى .. ومراقبته لله في السر والعلن ، والتقي هو من إذا اختلا بمحارم الله لم ينتهكها ، وقال : " إن الله يراني " يتقي الله في قوله وفعله ، في سمعه وبصره ، في مأكله ومشربه ، في تعامله مع الناس من ذوي القربى والأصحاب والجيران ، وفي معاملاته المالية والتجارية ، وتلك أعمال قلبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ... وإن ظهر لنا بعض بوادرها ، ورأينا شيئا من آثارها ، وشهدنا بعض نتائجها فلا يعني ذلك أن نمنح أحدا من البشر لقب " تقي " لأن تلك من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا علام الغيوب ، ومقلب القلوب ، لكننا نحسب في الناس ذلك والله حسيبهم ، ولا نزكي أحدا على الله سبحانه وتعالى . إن إهمال الصور والأشكال والألوان والأنساب ، في يوم العرض الأكبر على الله ، والتعامل بمعيار التقوى في تكريم العباد من شأنه أن يذيب الفوارق بين الناس ، ويزيل الطبقات ، فكم من شريف في قومه ما نال من ذلك الشرف إلا الذل والمهانة والكب على وجهه في نار جهنم ، وكم من وضيع في قومه ونسبه قادته تقوى الله إلى الفردوس الأعلى من الجنة في أعلى الدرجات وفي أعز صحب ، وفي أشرف رفقة ، وكم من سيد في قومه ، فأصبح يقاد بالسلاسل والأغلال في نار جهنم ، مهان في زمن لا كرامة فيه إلا بالتقوى ، وذليل في زمن لا عزة فيه إلا بالإخلاص ، وعبد في زمن لا سيادة فيه إلا بالعقيدة الصادقة والأعمال الصالحة ورحمة رب العالمين . ومع كل هذا ... لا زال الكثير منا .. يعتقد أن التقوى في الشكل واللون ، في المظهر الظاهر ، لا في الجوهر الباطن ، يرون أن التقوى محصورة في وطن ، أو في مذهب ، أو في جنس ، يرون أن التقوى في " لحية " طويلة ، أو " ثوب " قصير ، وهذا جعل بعض الناس يتخذون من أشكالهم ستارا ،، يسترون وراءه ما يرتكبونه من معاص ، وجعلوا منها سبيلا لنيل ثقة الناس واستعطافهم ، يظهرون خلاف ما يبطنون ، ويخافون الله من أجل الناس في العلن ، وينتهكون محارمه في السر ، وذلك هو الرياء .. وما الرياء إلا شرك والعياذ بالله ... ثمة سبب جعلني أكتب مثل هذا المقال ، ليس هجوما على أصحاب اللحى ، ولا رفضا لهذه السنة النبوية الكريمة ، لكن موقفا مررت به جعلني أفكر فيما لو كانت التقوى في المظاهر ، التي تختلف عن الجواهر ، كيف لو كنا نطيع الله في النهار ، ونعصيه في الليل ، كيف لو كنا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه ، هل ستكون الجنة فقط لأصحاب اللحى الطويلة والثياب القصيرة ؟ ، وكيف سيكون الحال لأصحاب اللحى من اليهود والنصارى ، ومن الكفرة والملحدين ؟ ، وهل سيكون معيار التقوى والصلاح والولاء والبراء هو اللحى والثياب ؟ ... عندها أيقنت أن رحمة الله وعدله فوق كل " ظلم " ومعيار التقوى القلبية ، هو أصدق المعايير وأعدلها بين عباد الله .. والحمد لله رب العالمين ...

.

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.