خيمتي الرمضانية بعض حنين وذكريات .. - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
في أبعاد .. لفت إنتباهي.. (الكاتـب : لمار سعد - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 425 - )           »          [ حَمَامٌ زَاجِلْ ] (الكاتـب : العام - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 10435 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 24 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75385 - )           »          الأزهر يحتفي بعبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          مؤلف وكتاب حوار عبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - مشاركات : 0 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4702 - )           »          دَّرْدَشة.. مُشَمَّسَة (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 2 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 53 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2008, 02:16 AM   #1
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي




2

بعد أن ابتلت العروق ، وذهب الظمأ ، وثبت الأجر إن شاء الله ، بعد إفطار الظهر المشهور ، قضيت بقية اليوم أحوم حول الحمى ، أوشك أن أتذوق الشوربة ، أو المكرونة ، لكن لا شيء يغريني أبدا مثل المهلبية .

عندما تتهادى الشمس للمغيب ، يبدأ الصائمون من أهل القرية ، التوافد على بيوتهم ، وتنطلق روائح الأطعمة من كل بيوت القرية ، حالة استنفار في المطابخ من بعد الظهر إلى أذان المغرب ، كان للقيمات رائحة مختلفة تعمد إلى إثارة إنزيمات المعدة بالاستشعار عن بعد !!

يبدأ الجميع في إعداد السفرة الرمضانية ، التمر هو الوجبة الرئيسية في المائدة الأولى ، ومعه القهوة العربية الأصيلة ، وعصير التوت الأحمر ، الذي يغرينا بحمرته التي يحدثها على الألسن والشفاة ، فنشربه فقط كي نتضاحك على بعض من هذه الحمرة التي تثير الدهشة ، وهناك مشروب خاص ربما لا يعرفه البعض ، وهو [ المريسة ] والمريسة لمن لا يعرفها هي تمر منقوع في الماء ، يهرس هرسا ثم يصفى وبعد ذلك يعصر عليه الليمون ويقدم باردا ،، هو باختصار عصير تمر وليمون ، له نكهة خاصة محببة عند الجميع وخاصة كبار السن ... ولا يستلذ أحدهم بإفطار يخلو من [ مريسة ] ، وتفننوا فيما بعد في هذا الموروث فخلطوه باللبن تارة وخلطوه بالتوت تارة .. ومن الأصناف المغرية جدا لنا في السفرة الأولى من الإفطار [ اللقيمات ] فكثيرا ما جئت للسفرة طمعا في التهام كل ما لذ وطاب منها ، ولن ننسى الماء كعنصر ضروري وأساسي في السفرة الأولى ... إلا أنه وجد منافسة شرسة من المريسة !!

بشقاوة الأطفال كنت أقترب من السفرة شيئا فشيئا ، طمعا في [ اللقيمات ] ، ووالدي يرمقني بعين فيها حدة ، لكني لا أبالي أمام إغراء اللقيمات ... لكن والدي يعمد إلى تصريفي عن الهدف وشغلي عنه ، فيعمد إلى إصدار أمره لي بأن أترقب صوت المؤذن ، لأنه في ذلك الوقت لم تعرف مساجد قريتي بعد مكبرات الصوت ، ولم تعرف حتى الكهرباء !!

ويتم اختيار المؤذن بحسب قوة صوته حتى لو كان صوته من أنكر الأصوات ..
ولكي يصل صوته للجميع فإنه يصعد على عريش في المسجد ، ثم يؤذن بأعلى صوته واضعا يديه في أذنيه مع الالتفات ذات اليمين وذات الشمال !!

أصعد فوق سطح المنزل أترقب صوت الأذان ، فإذا بي أجد جميع أبناء القرية في سفوح الجبال أو على سطوح المنازل ، يبدو أنها تصريفة متفق عليها في هيئة الأمم القروية !!

يرد عليها الصغار بمكيدة عفوية طفولية .. إذ يقومون برفع الأذان قبل موعد الإفطار ظنا منهم أنهم يستطيعون إيهام أهلهم بأصواتهم الطفولية بأنها صوت المؤذن !!

من بعيد نشاهد المؤذن يشق الطريق باتجاه المسجد ، يحمل في يديه قدحا فيه تمر وآخر فيه المشروب الخمري الذي لا يستطيع أهل القرية التخلي عنه وهو المريسة .. وهو يشق الطريق يتبادر لذهني مجموعة من الأسئلة حول المؤذن وإفطاره ...
هل يؤذن أولا ثم يفطر ؟
أم يفطر أولا ثم يؤذن ؟
ولو قدم الإفطار على الأذان هل يكون آثما ويعتبر صيامه باطلا ؟
تتابع الأسئلة في مخيلتي .. ولا يقطعها إلا صوته وهو يرتفع بصوت الحق [ الله أكبر ، الله أكبر ]

نتسابق نبشر الأهل [ أذن ، أذن ، أذن ، أذن ] وما أن نصل إليهم إلا ونجدهم قد التهموا ما جادت به السفرة .. وخاصة [ اللقيمات ] فنتوعدهم أننا في الغد لن نترقب صوت المؤذن !!



يتبع

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2008, 04:12 PM   #2
منى السويدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية منى السويدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

منى السويدي غير متواجد حاليا

افتراضي


.
.
عبدالله العامري
سـ أبقى هنا
مستندة بـ وتد خيمتك ..
أنصت لجميل أحاديث .. وريق الطفولة المبلل لها ..

يالله .. وكأني وجدتُ ضالتي هنا ..
للطفولة لون جميل .. لا ولن تمحوهـ ألوان النضج والرشد ..

سلم فكرك ..!


.
.

 

التوقيع

.
.

ينقصني خارطة يديكْ
لأضيع فيها .. كلما حملتُ حقائب إحتياجي
!.. وإليكَ مضيتْ

.
.

منى السويدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2008, 06:20 PM   #3
مروان إبراهيم
( كاتب )

الصورة الرمزية مروان إبراهيم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

مروان إبراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي




:

عبدالله يا جميل

للتو فقط خرج طفل من صدري !

مدهش والله !

 

التوقيع

:

[ أرشفة ..

مروان إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2008, 03:06 AM   #4
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان إبراهيم مشاهدة المشاركة


:

عبدالله يا جميل

للتو فقط خرج طفل من صدري !

مدهش والله !

القدير مروان إبراهيم
كل عام وأنت بخير ..

الطفولة مرحلة البراءة التي يعجبنا الحديث عنها في مرحلة النضج
الطفولة كائن يسكننا نحييه بالذكريات ونميته بالنسيان
أشكر لك مرورك
ولك كل التقدير

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-14-2008, 08:14 AM   #5
أمل الدوسري
( كاتبة )

الصورة الرمزية أمل الدوسري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

أمل الدوسري غير متواجد حاليا

افتراضي














هي الأشياء الجميلة دائماً تأتي قصــيرة ،،رغم أنّ في لحظتها تبدو طويلة ،،
كم أتمنى أنْ أعيشها مرة أخرى ،،
::
عبدالله العامري،،
::
صباحكَ نور و ورد ،،
::

أمل

 

التوقيع


لا اشبه أحد ،، !

أمل الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-19-2008, 03:35 AM   #6
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي



رد ... وورد

أميرة سراب

كل عام أنت بخير ..

اضاء حضورك قناديل البهاء في الصفحات

أشكرك ولك كل التقدير

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-19-2008, 03:52 AM   #7
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي



رد ... وورد

نهلة محمد

كل عام أنت بخير
ممتن لهذا البهاء من الحضورك

أشكرك ولك كل التقدير

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2008, 02:35 AM   #8
عبدالله العامري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله العامري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالله العامري غير متواجد حاليا

افتراضي



7

قبل أن نعرف الدراسة في رمضان .. كان شهر رمضان هو بداية إجازة نهاية العام ، وكان رمضان يصادف الصيف . وفي الصيف يطول النهار ويقصر الليل ، كنا نترقب الظهر من بعد الضحى ، ونترقب العصر من بعد الظهر ، ونترقب المغرب من بعد العصر ، وكل فترة زمنية هي مساحة شاسعة من الظمأ والجوع والأرق والذبول ...


ذلك أننا لا نقضي نهار رمضان على الأسرة الوثيرة ، ولا تحت المكيفات الباردة ، ولا في الغرف المظلمة ، كنا نقضيه في العراء ، تحت لهيب الشمس ، تحت سطوة الجوع ، وقسوة العطش ، كنا نقضيه استمتاعا بذبول الوجوه ، ويباس الشفاة ، منذ الصباح نجر جحافل الأسرة نحو المزرعة ، هناك نقضي نهار رمضان !!


نبدأ منذ الصباح في تجميع غذاء الأغنام والأبقار ، نصوم نحن ، ونعمل على إفطارها وتغذيتها ، ونسقي الزرع ، ونكدح في عمل مستمر مع الوالد ، إما في غرس نخلة ، أو في قطف ثمرة ، أو في تغيير مجرى الماء ... وغيرها !! ويجب أن يكون العمل بإتقان .. أو أن علقة ساخنة من الوالد ستكون بانتظارنا !!



ويأتي الظهر .. وقد بلغ منا التعب والشقاء مبلغه ... ولابد في الظهر من قيلولة ، تعيننا على تحمل الجوع والعطش ... فنقيل تحت العريش المنصوب من سعف وجذوع النخل .. لكننا قبل أن نقيل ، نقوم برش الأرض بالماء لعله يخفف من شدة الحر ، ويبعد عنا لفح السموم ، لكنه لا يجدي مع لهيب شمس القيظ ، فنقوم برش فرشنا وملابسنا وكأننا ننام في بركة ماء .. ثم نحاول أن ننام !!

لكننا ننام بعيون تسترق النظر ، وقلوب وجلة ، وكيف ننام وسط الثعابين والعقارب ، ذلك أننا نقضي كل أسبوع في مزرعتنا على ثعبان أو عقرب !!


في العصر .. وبعد الصلاة .. نبدأ في خرف الرطب ، وجني العنب ، ذلك أن رمضان ولسنوات عديدة كان يصادف موسم جني الرطب ، ونضوج الثمار كالعنب وغيرها ، وأراه اليوم بدأ وكأن الزمان يعود ، قريبا سيكون بداية جني الرطب الطازج في شهر رمضان ، وقريبا ستكون بداية إجازة العام الدراسي في رمضان ، وقريبا سنصوم رمضان في نهار طويل وليل قصير ، قريبا سيكون لهيب القيظ أشد علينا من لهيب الظمأ والجوع !!


التسابق في خرف الرطب متعة ، حيث التحدي بيننا من يستطيع ملء وعاءه قبل الآخر ... بعد أن ننتهي من جميع الأعمال والتي منها أيضا صرم أعلاف الأغنام والأبقار وتقديم وجبة ثانية لها قبل المغرب !!


تنفرج أساريرنا .. وتعلو البسمات شفاهنا ... إذا بدأنا نتجمع في صندوق الهايلوكس .. لنعود للبيت وما أن ندخل القرية حتى ترحب بنا الروائح المنبثقة من المطابخ ،، فنردد حيهلا بهذه الرائحة !!



يتبع بإذن الله

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله العامري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.