مجموعة قصصية .
ــــــ
حين تكتبني الخيبات... بسخرية اسمها "عروبة"
في زاوية مهملة من النشرات... وفي ظلّ نشيدٍ بلا وطن ، كتبت هذه القصص لا لأُبكي أحدًا ، ولا لأحرّض حزنًا بائسًا… بل لأضحك، كما يفعل العاجز حين تضيق عليه اللغة. كلما ازدادت خطاباتهم، قلّ نبضي. وكلما صرخوا شجبًا، صرخت داخلي: "كفى، لا أحد يسمع من مات واقفًا."
هذه ليست قصصًا...هذه مرايا، وضعتها أمام وجوهٍ تتقن الوقار في زمن الخزي ، وتصفّق للجثث لأنّها تُطالب بالخبز . اقرأها إن شئت، لكن لا تسألني: "ما الحل؟" فمن يكتب بالوجع لا يملك مفاتيحَ العواصم.
ترانيم الحروف 4890 ✍️ هشام بلعروي (الجزائري)
1. "صوت في العراء"
صاح الشهيد: "يا عرب!"
تردد الصدى طويلًا... ثم مات الصوت خجلًا، من نفسه.
---
2. "بيان رقم ألف"
سقطت مدينة ، فخرج العرب ببيان ، سقطت أخرى،
فزاد البيان جملة ، في السقوط العاشر.
اكتشفنا أن البيان أطول من الخريطة.
---
3. "شاهد زور"
ألقى الطفل حجارة ، فصفق له التاريخ.
أما العرب... فقالوا:
"نأسف لهذا الاستفزاز".
---
4. "مدن بلا عناوين"
ضاعت فلسطين في دفتر الغياب ، فبحثوا عنها في أخبار الطقس.
قالوا: ربما تغيّرت ملامحها... لكنها كانت تبكي،
على هيئة نشرة جوية تمطر علينا خذلانًا.
---
5ــ "عرش الرمل"
كان الحاكم يخطب في القمة عن الوحدة والمصير.
خلفه كانت أعمدة المعبد العربي تتهاوى لكن المصفقين
كانوا منشغلين بعدّ الكراسي.
__
6 ـــ "صندوق العرب"
فتّشت في صندوق العرب ، فوجدت خطابات ، مؤتمرات ، وملفات شجب مصفرّة ، أما الكرامة؟
كانت مدفونة تحت طبقة سميكة من الغبار... مكتوب عليها: "غير صالحة للاستعمال".
---
7ــ "التوقيت المناسب"
سُحِق شعبٌ.
سالت الدماء حتى وصلت حدودهم.
قال المتحدث العربي: "ننتظر الوقت المناسب للرد".
وبينما كان الوقت "يناسبهم"، كان الموت يتفرّغ تمامًا للضحايا.
---
8 ــ "العربي الأخير"
اكتشفوه ميتًا، بيده علم، وفي قلبه خنجر.
قال الطبيب الشرعي: "الخنجر من العدو..."
ثم همس: "لكن اليد التي دفعت به، عربية."
---
9ــ "تقرير المصير"
في استفتاء طارئ...
سُئل الضمير العربي: هل أنت موجود؟
ضحك الصندوق، وبصق على الورقة.
---
10ــ "جائزة الكرامة"
ربح زعيمٌ عربيّ جائزة "الكرامة". لأنّه… لم يغضب ، لم يتحرك ، لم يُدن ، لم يتكلم . فقد أهدى الجائزة لصمته "البطولي".
ترانيم الحروف 4890. ✍️ هشام بلعروي (الجزائري )