عنوان 1 مقامة( فتى البركان )
عنوان 2 مقامة(الشاعر الملثم )
بركان فى بطن الأرض يصول .
أمّه .. ما عادتْ تتحمل الفجور.
دقّت باب ولدِها فاندفع يثور .
يدمع ثأرًا وحزْنا على امّه العجوز.
داستها أطماع تشتعل بالصدور .
صدور تتزين بعقود الشياطين .
أهواء وتقاليد والحق فى القبور .
صراخ تماسيح , صراخ تماسيح , صراخ تماسيح .
أنا الشاعر , بقرون استشعارى أحسُّ
فرأيت فتاة تصرخ فهرعتُ أذبُّ .
فجنبتها من صهير ثائر عابر يدب ُّ
فلفحنى فى وجهى وانفلتُّ بها افرُّ .
وضعتها فى مأ من وذهبت للخلاء .
أتحسّس وجهى المتهالك المنهار .
وجه تشوّه وتجمّل بزينة الرجال .
بيعة رابحة , بيعة رابحة , بيعة رابحة .
لثّمتُّ وجهى وصرتُ الشاعر الملثم .
أُشعرُ للجمال الروحى ونبذ التصنّع .
وبعد سنين , على ضفاف بحر يثور .
وجدت فتاة البركان تسال الله صدوق .
فأتيتها مشْعِرًا قصيدة حُبّ الأصول.
ونبْذ القشورالتى امتزجتْ بالصدور .
وتبادلنا حديث المحبين , حديث عجيب .
رأتنى فيها الصدوق والصدّيق والرسول .
وما أعلمتها بأنّى صاحب البركان الرهيب.
حديثها مقنّع . حديثها مقنّع, حديثا مقنّع .
وجهى ملثّم وحديثها مقنّع .
قالتْ أرنى , وجهك الملثّم .
فقلتُ صدقاً, وطفقتُ اعبّر .
قلبى رسولك , صباح مسا .
وجهى فَدَاك ِ, من بركان الثرى.
قلبى أحبك , بإخلاص الأنبيا .
وجهى فِداكِ , وحياتى كلّها .
القلب جوهر الروح تدقّه .
والوجه تجهله الروح وتعفّه .
تعاب القلوب إذا دنّستْ .
وما تُعاب الوجوه إذا قَبُحتْ .
وها وجهى , وجوه فداء جمُلتْ .
حديث صدوق , حديث صدوق , حديث صدوق .
فهلعتْ وولتْ الدّبر .
فأتيتها من القبل .
فقالتْ كذّاب أشِر .
فقلتُ من الكذّاب الأشِر ؟
الوجه الذى أعطى ومنح ؟
أم القلب الذى حب وصدق ؟
وتركتها تمرّ وظلها اختفى .
إعراض صريح , إعراض صريح , إعراض صريح .
عادتْ إلىَّ , ناداها الضمير .
أرادتْ جزائى , جزاء الردود .
وحب مزيف , زيف العطوف .
فقلتُ قلبى ليس رخيص .
ووجهى غال لمخلص مصيب .
وما عملى فى البركان الرهيب .
إلا فروضًا فرضتها الدهور .
وحسن جزائى جزاء مخْلصين .
وإخلاصه قلب يحب الصالحين .
ووجهى شرف لكل السالكين .
فابتعدى شمالاً وأنا فى اليمين .
فحبى لغيرك وحبك مستحيل .
عطاؤك رخيص , عطاؤك رخيص , عطاؤك رخيص .
***
مقامة بقلمى ..ابراهيم امين مؤمن .