بريئة من ذنبها !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
وإذا المؤدة سألت بأي ذنب قتلت ... صدق الله العظيم
في زمن الجاهلية الغابرة عندما يبشر أحدا بالأنثى يبحث عن قطعة ارض يواريها تحتها قبل أن تجلب له العار أو الفضيحة فكان الجهل والأجرام يصل فيهم حد دفنها وهي حية ... فنزلت فيهم هذه الآية الكريمة وبعد أن جاء دين الرحمة دين الإسلام تلاشت تلك العادات المجحفة ودار الزمان حتى وصلنا إلى زماننا هذا الذي ذكره الرسول الأعظم محمد ( ص ) ... سيأتي يوما يكون القابض فيه على دينه كالقابض على جمره ... صدق رسول الله ,,,
صار وأد الإناث له وجه آخر في ذلك الزمان كانوا يوارون الجسد عند ولادته ويزهقون الروح ولكن الآن يزهقون الروح ويهيم الجسد في هذه الدنيا يتخبط بين قرار أب ظالم وبشاعة فقدان الروح وظلم زوج جائر !!!
هناك من الآباء الذين مازالوا ينظرون للأنثى أنها مصدر هم وعبء على كواهلهم لذلك يعمدون إلى تزويجها وهي ربما مازالت طفلة تلعب في باحة المنزل فقد قرأت وسمعت قصص عن أباء زوجوا بناتهم في عمر التسع سنوات !!! أيعقل طفلة ذات تسعة أعوام تتزوج من رجل يكبرها بسنين وتُجبر أن يعاملها كزوجة !!! ... ويزوجون بناتهم وهن لم يبلغن الخمسة عشر ربيعا لرجال في الستين وأكثر لأنهم ذوي مال وثراء ... الاسم زيجة وفي حقيقتها صفقة بيع وشراء البائع والد تجرد من أبوته والشاري رجل اختار أن يشتري نقاء هذه الطفلة بوسخ الدنيا سعيا وراء متعة تخلو من أية مشاعر إنسانية يرى فيها العوض عن البياض الذي كسا شعره ولم يدرك السواد الذي اكتسح قلبه ... فما عذر هؤلاء الآباء ؟ منهم من يتعذر بفقر الحال وقلة الحيلة وكثرة المسئوليات ولكن كيف نسي أن أعظم مسئولياته أن يروي أبنائه الحنان وأن يطعمهم العطف وأن يكسهم رداء الكرامة قبل المأكل والمشرب ... ومنهم من يعتقد أنه يستر على ابنته ويحافظ عليها من الخطيئة ولكن المُفارقة هنا أنه يرمي بابنته بيده إلى أحضان الخطأ فالكثيرات ضحايا هذه الزيجات تبحث عن من يعاملها على أنها إنسانة تشعر وتتألم وترغب وتحلم خارج إطار تلك الزنزانة التي سجنت روحها فيها فهكذا يحمل ذلك الأب وزر بيعه ابنته ووزر ضياعها ... فتعيش حياتها بين القهر والجبر تنجب أطفال ربما يعمرون قلبها بالحنان ولكن هل تغني الأمومة عن الأنوثة ؟؟ سؤال أجابته لديها هي فقط !!!
فمنذ ذلك الزمان حتى هذا الأوان كان ومازال ذنب هذه الروح أنها أنثى وهي تحاول أن تصرخ بصوت يمزق جدار صمتها بأنها بريئة من ذنبها !!